…..نظرت بطرف خفي لأمي فوجدتها قد اقتنعت كل الاقتناع بالسعدية ولم يعد هناك مانع من الزواج بها و فجأة سقطت على سريري كأني كنت ملبوس فسارعت أمي لإيقاظي وهي ترشني بالماء الممزوج مع ماء الورد وتقول لي بشفقة نود أولدي نود ماشي وقت النعاس هذا… “وهذاك العجل لعندك فالسطح جا لوقت باش نذوقوا مرقتو” في هذه اللحظة فتحت عيني بغتة وانا أصطنع الدهشة وألهث وأقول أمي ماذا حصل أين أنا وأين السعدية نظرت إلي امي بحيرة وهي تقول أكنت تحلم بها يا ولدي أجبتها نعم يا أمي وكنت انت معنا في الحلم تحملين إبننا حفيدك الصغير ردت علي بحزم “لجواد أولدي ما كيكدبوش نود نخطب ليك السعدية راهي لعليها العين” قمت بدور المستسلم لأمره وأنا أكاد أن أطير من الفرحة بداخلي فأخيرا سأحقق حلمي حاضر يا أمي انت تعرفين مصلحتي اكثر مني…
وبالفعل تكلمت أمي مع محبوبتي السعدية وأصرت هذه الاخيرة على ان تخبرني بأمر ما قبل موافقتها فرحبت بذالك كل الترحيب وتقابلنا في البيت عندي وقالت لي “سي خالد نت أي وحدة تتمنى تزوج بيك ولكن عندي مشكل ضروري تعرفو إصفر وجهي بغتة و بدى أشبه بوجوه الموتى الجدد فكل رجل غيور حينما تخبره خطيبته بوجود مشكلة قبل الزواج يذهب خياله مباشرة الى تاريخ الفتاة الغابر والى ماض أسود مليء بالنزوات والسهرات الماجنة وإلى ضياع حقه في الليلة الاولى وفي رؤية دماء الشرف تسيل على سريره الجديد ولكنها قالت “عندي لعكوس و ما كيزدقش لي الزواج لي يخطبني كيتنادم معاه الحال وما كيبقاش يرجع وهي تفرك أصابعها بتوتر……يا لا عبقرية الرجال المتخلفة ويا لا محدودية الذكر في أمر يخص أنثاه يصبح أشبه بقرد لا يفكر إلا بإشباع رغباته وامتلاكه واستحواذه على زوجته أعادتني جملتها هذه الى جادة الصواب فقلت لها وأنا أنفخ صدري كديك المزرعة لا عليك ألالة السعدية راكي جيتي عند أسي شريف وغا تولي مرتي دابا وحتى حاجة ما غتبعدنا على بعضيتنا تنهدت بصوت مسموع وهي تقول نطلب الله أمولاي ويجيب الله على يديك الخير وتكون راجلي وحلالي شعرت بالسعادة تغمر قلبي ولم أضيع الفرصة وأنا أقول لها هي نت دابا موافقة ألالة السعدية تورد وجنتها بحمرة الخجل وإدا بالصلاة والسلام على رسول الله *ص* والزغاريد تنبعث من وراء الباب وتظهر أمي وهي تقول إوى هاد الليلة نجيو نخطبوك علمي داركم أبنت…
وبالفعل تم كل شيء بسرعة وإذا بي فجأة أجد نفسي أجلس جنبا لجنب مع السعدية والزغاريد والافراح تعم بيتهم فلقد كانت هذه هي ليلة الخطوبة ولقد كان حفلا ضخما بحق رغم أنني حاولت ان أجعل الامر سري للغاية إلا أنه في زمن التكنلوجيا والانترنيت صعب أن يصبح شيء خاص أو سري كان “عبد الواحد لينكوص” وزميله ميمون يضيفون الناس ويقدمون الحليب والتمر والشخص الذي لا يعرفونه يرغمونه على دفع ثمن المشروبات أما أخي المحتال الصغير فقد ربى ذقنا صغيرة بها بعض الشعر المتفرق وبدأ يفرق “كارت فيزيت” ديالو على المدعوين مدعي بأنه أيضا يمتلك كرامات وبركات وأنه أخذ الاذن مني لفعل ذالك لم أكن أهتم لما يفعل طالما أنه لم تأتني شكوى ضده لحد الان بدأ المدعوون يسلمون علي أنا وخطيبتي ويقدمون لنا التهاني واحدا تلو الاخر وتقدم شخص غريب ليهنئنا بهذه المناسبة كان يرمق السعدية بنظرات لم تكن تبشر بالخير أبدا واقترب وسلم عليها ثم سلم علي وضغط على يدي بقوة وهو يقول “مبروك مادرتو او ان شاء الله ماديرش بحال لخطاب لقبل منك وتهرب حتى نت ضغطت بدوري على يديه بقوة أشد وأنا اقول له بتحد وبلغة “كازاوية” صرفة الى كنا نخافو من دجاج كعما نريشوه ولبغى يشرب يقصد لعوينة” سحب يده من قبضتي وهو يتأوه من الالم وقال بصوت خافت حنا غنشوفو أسي شريف واش منك ولا سروال كبر منك ثم رمقني بنظرة نارية واختفى وسط الحضور سألت السعدية باهتمام من هذا الرجل الذي سلم علينا الان أجابتني وهي منشغلة بتوضيب قفطانها إنه ابن خالتي وهو شخص غامض ولا يحبه أحد…فقلت مع نفسي مثل هذا التصرف الشاذ لن يمر على عقلي هكذا بسهولة فبعد انقضاء الحفل توجهت مباشرة الى عبد “الواحد لينكوص” و”ميمون صعصع” وأنا أقول لهما بلهجة آمرة لينكوص ميمون من اليوم نبغيكم تكونوا بحال خيالي ماتفارقونيش حضيوني من بعيد ما تخليوش شي حد يحس بيكم …..
جاء اليوم الموعود الذي سأجتمع فيه بلاعبي الفريق ولم تبقى الا ساعتين على اللقاء قلت مع نفسي لأخرج وأتمشى قليلا في الشارع واشم بعض الهواء النقي كنت أفكر في تسارع هذه الاحداث العجيبة وهذه الحالات الانسانية الفريدة التي قابلتها وفجأة وقف امامي وبلا سابق إنذار ابن خالة السعدية ووجهه كله شر وهو يقول بتهور شوف الى ماتفرقتيش على السعدية غادي نهرس ليك رجليك لكتمشي بيهوم سمعتي ولا لا ؟ دفعته في صدره بقوة وانا اقول له انا ما شي بحال هدوك لخطاب لزريتهوم انا را غادي نصيفط فين تربى الى ما بعدتيش علينا وهنا اشار بأصبعه فخرج من خلف السيارات رجلان يحملان هراوات ويتجهان نحوي اقتربا مني بسرعة كبيرة وإذا بلينكوص وصعصع وابناء الدرب يحيطون بهم وينهالون عليهم بالضرب والرفس والركل أما ابن خالة السعدية المجنون فر بجلده وهو يتوعدني بلقاء آخر قريب نفحت عبد الواحد مبلغ 1000 درهم وامرته ان يأخذ منه نصيبه هو و ميمون صعصع والباقي يوزعه على أبناء الحي …….
اتجهت رأسا الى مقر الفريق فوجدت الرئيس سي المعطي في استقبالي رفقة معونه واللاعبين ينتظرونني كما ينتظر الطلاب أستاذهم المحبوب طلبت من الرئيس أن يجهز لنا غرفة للاجتماع وان يتركني انا واللاعبين والاحتياط فقط في الغرفة فلبى الرئيس طلبي بلا اعتراض وجلست بين اللاعبين وانا اتأمل ملامحهم الواحد تلو الاخر فوجدت امامي وجوها جديدة ملئها الامل والبشر ولا ينتظرون مني الا ان أوجه طاقتهم الايجابية هذه صوب الغاية الاسمى وهي الصعود الى الدوري الممتاز أخذت نفسا عميق قبل ان ابدأ العمل الذي اتيت من أجله وقلت لهم بصوت رنان اعلموا أيها الابطال أن نجم الحظ والسعد سيكون حليفكم في مبارة الغد وان خدامي من الجن أخبروني بأن الفوز من نصيبكم بشرط واحد وهو ان لا تجعلوا الخصم يسجل عليكم ولو هدف واحد مفهوم تعالت الاصوات في القاعة فأحد يقول طالما السي شريف معانا علاش نخاف والاخر يقول وادراري الزهر معنا غدا غير الى ما بغيناش نربحوا وواحد يقول بأعلى صوته كأنه سيحرر فلسطين من الاحتلال غانجيبوها غدا واخا نعرفوا نموتوا في التيران نظرت اليه باستغراب وقلت له لا لا ياولدي لا أريد أن يموت احد غدا اريد منكم فقط أن تلعبوا الكرة بكل جدية واحترافية وان تتجنبوا الاخطاء المجانية والاهم من كل هذا ان تتمتعوا باللعب بالكرة فلدي مفاجأة سارة لكم جدا…
صعق الجميع بهذا الخبر وأخذ الكل يغني على ليلاه بطريقته الخاصة فقلت لهم مفاجئا لقد خصص الرئيس مبلغ مكافئة للصعود مليونين للاعب الواحد منكم تصاعدت الهتافات وصيحات الفرحة والتعليقات المباركة كأنهم بالفعل صعدوا للدوري الممتاز وأضفت قائلا وليس هذا فقط بل سيكون هناك سماسرة أجانب لمراقبة هذه المبارة وسمعت انهم سيختارون اللاعبين المميزين من الفريق الفائز اشتد الحماس في القاعة وبدأت ألاحظ بزوغ طاقة إيجابية رهيبة تكفي لإضاءة البيضاء لمدة شهر كامل وكعادتي كان علي ان أنهي عملي بالضربة القاضية فقلت لهم والمفاجأة الكبرى هي أنه سيكون مندوب من مدرب المنتخب الوطني شخصيا لمراقبة ادائكم في الملعب تعالت التهليلات واتقدت روح العزيمة والنصر في نفوس اللاعبين حينها تأكدت بأن عرسي سيكون في أفخم قاعة أفراح وبأموال الرئيس المعطي ولد الكودية………….يتبع