“ملائكة تحلق في السماء”، و”كنز مدفون في الجبل”، قصتان غريبتان انتشرتا مؤخراً، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالبلاد، وعاد معهما نقاش “الخرافة والحقيقة” بالمجتمع المغربي.
فبعد أيام من انتشار فيديو تظهر فيه أضواء بيضاء تتحرك في سماء مدينة مكناس، وصفها البعض بأنها “ملائكة” تحلق فوق العاصمة الإسماعيلية، عاشت منطقة “سرغينة” ضواحي إقليم بولمان، أمس الاثنين، على وقع حدث غريب متمثل في تجمهر آلاف المواطنين بجبل، بعدما انساقوا وراء حلم استخراج كنز قيل لهم إنه سيُغنيهم وسينقذ قراهم من الفقر الذي تتخبط فيه.
وحظيت واقعة “كنز جبل سرغينة”، باهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي وكذا السوسيولوجيين المغاربة.
وفي هذا الصدد، قال علي شعباني، الدكتور والباحث في علم الاجتماع في تصريح لـ “مشاهد24″، إن اقتناع المواطنين في عصرنا هذا بقصص خرافية بعيدة عن المنطق يؤكد أن المجتمع المغربي تتخلله أزمة عميقة مبنية على الأمية والجهل والطمع.
وأضاف شعباني، أن ما وقع أمس بمنطقة “سرغينة” ضواحي إقليم بولمان، مخجل للغاية، ويعطي الانطباع وكأن المغرب لازال متخلّفاً، غير أن الواقع يقول غير ذلك، مشيراً إلى أن هذا السلوك مشين ولا يعكس رغبة في العمل والكد للعيش بكرامة بل التواكل والربح السريع مهما كانت الوسيلة.
وشدد المتحدث، أن المجتمع المغربي واقعه مرّ، يعاني بعض أفراده من البطالة والأمية والجهل والتهميش والإقصاء، “كل هذه العناصر تتحول بشكل مباشر إلى تصرفات غير طبيعية”، لافتاً أن ما حصل بـ”سرغينة” لخير دليل على ذلك، حيث أوهم شاب آلاف المواطنين بوجود كنز في باطن جبل، وتمكن من حشد جمهور كبير في مكان وزمان محددين.
ويشرح شعباني دلالة ما جرى يوم أمس على جبل قرية سرغينة بالقول: “هناك حاجات اقتصادية من دون شك وتم التعبير عنها بطريقة غير مباشرة، وهي الحاجة إلى بديل اقتصادي، والسعي للعيش برفاهية وكرامة، وهنا يدخل دور المؤسسات والحكومة”.