…..فبادرته قائلا سعادة الرئيس أنا لا أتدخل في الانتخابات أو أعطيك حجابا للقبول او أسلط شي جن على عدو من أعدائك هذه الامور لا دخل لي فيها ولا أقوم بها أجابني متفهما لا لا أسي شريف هاذ الامور مكلف بها واحد الفقيه سوسي وراه قاضي الغرض مزيان سألته بحذر وما المطلوب مني إذن يا سعادة الرئيس ؟ نظر إلي ثم التفت إلى صاحبه كأنما ينتظر منه أن يحفزه على الكلام و يشجعه فأجابني بحزم بغيناك تعاون الفريق نظرت إليه باستغراب ولم أفهم كلامه جيدا فقلت له بجدية ليس لدي اي مانع في مساعدة فريق مدينتي ثم اخرجت دفتر الشيكات خاصتي وأنا متردد ولا أدري كيف ستكون ردة فعل أمي عندما تعلم بالأمر ماشي مشكل شحال خاصكم قلتها وأنا أدعو في نفسي ان لا يتجاوز المبلغ 1000 درهم ثم امسك بيدي صاحب البذلة الرياضية وهو يقول مبتسما لا لا أشريف فهمتنا غلط…
راحنا لجايين نعطيوك لفلوس ماشي نت حمدت الله في سري واثنيت عليه فمند قليل كنت سأرتكب حماقة لن ترحمني معها أمي رقية الغالية ثم أضاف الرئيس قائلا أنت تعلم ان فريقي لديه مبارة مهمة جدا انها مبارة “الباراج” وهي التي ان استطاع لاعبي الفوز بها صعدنا الى الدوري الممتاز وسكت قليلا لكي يرتب كلامه واعطاني معها فرصة لاستعادة كل معلوماتي عن الدوري المحلي لكرة القدم بفرقه ولاعبيه ونتائجه… ثم قال الرئيس الفريق المنافس لنا صعب المراس ويتساوى معنا في النقط اظنك تعرفه إنه فريق اتحاد “لاحونا” ولاعبيه معروفون بالشراسة والقتالية فعلا ما قاله الرئيس على حق فلقد بلغ هذا الفريق الدور الثمن نهائي لكأس العرش وانهزم بصعوبة حينها وسألته بصدق ما المطلوب مني أنا وسط حفنة اللاعبين هؤلاء ؟…
اجابني بسرعة لا شيء سوى ان تجعل لاعبي اتحاد “لاحونا” لاعبي أيروبيك أو الرقص الشرقي لا اريد لاحد منهم ان يعرف كيف يلمس الكرة او يسددها اريد منك ان تجعلهم كالعميان في الملعب هل هذا مفهوم “دورت القضية في راسي بسرعة” فأنا لست ساحر أسخر الجن والعفاريت ولا املك عصى موسى كما يقول العديد من السياسيين اليوم ما أنا سوى رجل علم استخدم الطاقة الايجابية و الدراسة الميدانية والاستنتاجات العلمية لحل هذه الامور المستعصية اما ان اضر فريقا بأكمله يضم 11 لاعب بالإضافة الى الاحتياط فهذا ليس عملي وليس من مبادئي رغم ان الامر سهل بالنسبة لي فقلت له بعد تفكير طويل سأعمل العكس فعوض ان نجعل الفريق الاخر عاجزا و ضائعا في الملعب سنجعل من لاعبينا ابطال داخل الملعب واسود امام الخصم…
فسألني بدوره ولم يا سيدي انهم فريقي و اعلم انه من الصعب جعلهم ابطال في الملعب قلت له بحكمة اذا جعلنا الفريق الاخر مشلول في الملعب ولا يعرف كيف يسدد الكرة سيتهمونك بالسحر والشعوذة وانت في غنا عن ذالك خصوصا والانتخابات على الابواب صاح الرئيس بلا وعي تسليم اسي بوسكة كيفاش عرفت قضية الانتخابات وهي باقية مخبية اجابه صاحبه بإيمان “السي بوصنطيحة” معروف بالبركة ماشفتيش غير ركب معانا وريحة الشراب تحيدات من طوموبيل اجل فرائحة الحلبة والثوم خاصتي تزيل حتى رائحة القطران ايضا اجابه الرئيس باقتناع وهو يقول اييه أمولاي شنو المعمول دابا اجبته بسرعة وقد كنت وضعت خطة في رأسي أول شيء يجب ان التقي بلاعبي الفريق كلهم وفي أقرب وقت ممكن وارجو ان يحضر كل لاعبي الفريق حتى الاحتياطي منهم مفهوم اجابني الرئيس بحماس أمرك مطاع أسي شريف غدا في الظهيرة سيأتي سائق السيارة ليصحبك الى مقر النادي…..
اسيقظت كعادتي مع العاشرة صباحا اخدت فطوري المعتاد ووضعت قبعة والدي الفخمة ترحما لذكراه وجلبا للحظ والاهم عندي من هذا كله هو إخفاء توحيمة الزين التي توجد في رأسي ولأظهر بمظهر الوسيم كأبي الراحل بدأت أراجع في بعض كتبي المفضلة وانهل منها ما استطعت من العلم والتجارب الانسانية في هذه اللحظة امي في المطبخ تعد الغداء و تردد الاغنية الشعبية الشهيرة “السانية والبير والما جاري لالة لالة” اذن امي في مزاج عال و يمكنني ان اتكلم معها في موضوع زواجي من السعدية من دون ان تغضب او تنفعل وأخي البعلوك يرتدي جلبابا ابيض ويحمل في يده سبحة وهو حتى الصلاة لا يصليها واظنه لا يجيد حفظ سورة واحدة من القرآن على التمام اظنها عملية نصب جديدة مستغلا قرابته مني والاشاعات التي تحوم حولنا…
فسألته “فين غادي ألمافيا” وانا أتفحصه بحذر اجابني وهو يتحاشى النظر في عيني والو أخويا غير “عبد الواحد لينكوص” دار كسيدة او كنجمعو ليه لفلوس استغربت من كلامه هذا فالبارحة “اللينكوص” كان يقفز كالقرد امام البيت وهو يتحدى ميمون صعصع في الرقص على ايقاعات الشعبي فقلت له ماذا حصل لعبد الواحد اجبني ؟ بدأ أخي يتلعثم ويحك رأسه كعادته حين يريد ان يخترع كذبة جديدة وقال لي بسرعة “دخلت فيه كارويلة او مات الحمار و “لينكوص” دابا كيتبع “لاسورانس” ما هذا الهراء الذي ينطق به هذا المعتوه الصغير *طيط..طيط..طيط * إنه صوت كلاكسون سيارة الرئيس لقد حان الوقت التفت الى النصاب الصغير وقلت له حسابك من بعد دابا عندي الخدمة ثم انسحبت بسرعة و توجهت الى السيارة على عجل….
وصلت الى مقر الفريق بسرعة فوجدت الرئيس بانتظاري هو وعونه والاعبين تبادلنا التحية على عجل وطلبت من الرئيس ان يجمع لي الاعبين بلا استثناء ويجهز لنا غرفة لعقد اجتماع عاجل وبالفعل بدأ المدرب بجمع الفريق وابدى بعض الاعبين رفضهم لهذا الاجتماع مدعين انهم لا يؤمنون بهذه الخرافات إلا أنني أصريت على حضور الجميع بلا استثناء واجتمع الفريق كله وبدى الفريق امامي كمجموعة من التلاميذ وهم امام المعلم في انتظار الاعلان عن النتائج بدأت حديثي وانا اعطيهم أمثلة عن لاعبين بسطاء حققوا المستحيل ووصلوا للعالمية بدأت لهم بأمهر لاعب على وجه الارض لمس الكرة إنه دييغو أرمندو مارادونا كيف كان يلعب الكرة في دور الصفيح وانتهى به المطاف في أكبر الملاعب الأوربية والعالمية واخبرتهم أن جل لاعبي البرازيل كانوا حفاة عراة قبل ان ينالوا المجد والغنى ولاحظت ان طوال حديثي هذا كانا لاعبين يحملان هواتفهما النقالة في أيديهما ويوسوسان للاعبين الاخرين محاولين احباط عزيمتهم والسخرية من الكلام الذي أقول…
حينها بدآ يتغامزان في الكلام وقال الاول هؤلاء الاعبين الذين ذكرتهم كلهم فشلة والتاريخ لا يعترف بهم وأضاف الثاني لا يمكن لأحد ان يتحدى المستحيل فلكل طاقته وحدوده واصلت كلامي غير مهتم بهم ثم التفت الى الرئيس والى معاونيه ثم الى باقي اللاعبين وقلت لهم وأنا أغمض عيني لا يمكن ان تنتصروا ان لم تنظفوا فريقكم من الخونة تصاعدت آهات الاستنكار وهمهمات التعجب وسألني الرئيس والخوف بعينيه ماذا تقصد أسي شريف بأن ننظف الفريق من الخونة …قلت له وانا ما زلت مغمض العينين هناك لاعبين من فريقك يعملان لصالح الفريق الخصم ينقلان خططكم وينشرون الفتنة والخوف بين الفريق ويضيعون عليكم نقاط مهمة سألني الرئيس وعينيه تتطاير بالشر من هما أسي شريف من؟ أشرت له بيدي وأنا مغمض العينين لمكان اللاعبين اللذان يحملان هواتفهما النقالة وقلت له بصوت عميق هاد جوج ما فيهم خير هادو راهم يأجوج و ماجوج ومخلين لونطريما ومقابلين الزهو وشريب الروج فبدأ الصراخ والفوضى…يتبع