حوّل عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية والذي شغل منصب رئيس الحكومة ما بين العام 2012 و2016 جنائز ومآتم سياسيين ومثقفين مغاربة إلى منابر استراتيجية يستغلها لتمرير رسائله السياسية المُغلّفة بالدين.
ويحرص بنكيران الرجل المثير للجدل منذ إعفاءه من رئاسة الحكومة من طرف الملك محمد السادس على الحضور إلى هذه المناسبات الأليمة للركوب عليها والظهور بثوب الرجل المصلح الواعظ ومهاجمة أعدائه سواء داخل حزبه أو خارجه أو حتى المحيط المقرب من الجهات العليا.
ومع كل جنازة يشارك في تشييعها يقفز اسم بنكيران إلى الساحة السياسية، وذلك بالنظر إلى قوة الرسائل التي يوجهها، حيث تصبح جنائز كبار الشخصيات لدى هذا الرجل وكأنها منصات انتخابية.
ويتكلف “فريد تيتي” سائق بنكيران الشخصي بنقل مراسيم جل الجنائز التي يحضرها القيادي “الإخواني”، بالإضافة إلى كلمته أمام الجموع عبر تقنية المباشر والتي يتابعها الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعليقًا على الاستغلال السياسي لهذه المناسبات الخاصة، قال الدكتور عبد اللطيف راكز، الأكاديمي والمحلل السياسي، إن بنكيران يريد العودة إلى الساحة السياسية بنوع من “الشعبوية” والتي عوّد المغاربة عليها طيلة فترة تواجده على رأس الحكومة.
وأضاف راكز في تصريح لـ مشاهد24 أن بنكيران يدرك جيداً أنه لم يتحقق مع تجربته الإسلاموية الأولى أي شيء في مصلحة البلاد والعباد بدليل اتساع الاحتقان الاجتماعي، والمؤسف جداً هذه المرة هو “استغلال بنكيران الغطاء الديني بشكل أبشع من السابق، حيث أضحى يستغل فضاءات لها حرمة خاصة مثل المقابر لمحاولة إقناع الجهات العليا بأنه مازال ورقة صالحة الاستعمال”. وفق تعبيره.
ويعتقد المحلل السياسي أن خرجات بنكيران المكثفة لا تأتي من فراغ، فالرجل يطل على الرأي العام من حين لآخر في ظل الحديث عن تعديل حكومي موسع من المرتقب أن يعصف بالعديد من الوزراء وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني. مبيناً أن بعض التوقعات في الأوساط السياسية تؤكد عودة بنكيران لمسك زمام الأمور من جديد.