…فقلت لـ “عبد الواحد لينكوص” خذ هذا المكتوب واعطه لسعدية واخفه جيدا احذر ان يراك احد هل فهمت ؟ اجابني بغبائه المعتاد “كون هاني اسي شريف نت غير بركم وانا نفهم تسليم اسي بو صنطيحة اعطيته الرسالة وانا غير مطمئن من غبائه ذهبت لأنام وانا انتظر فقط متى يبزغ صباح يوم الغد اسيقظت كعادتي في العاشرة اخذت فطوري على عجل ونزلت الى الدرب مسرعا لأرى نتيجة رسالتي ووقعها على محبوبتي وقفت عند باب الدار وقلبي يرجف من شدة الانفعال فإذا بالسعدية قادمة نحوي وهي حزينة وقالت لي دون سلام ” اش هاد المنكر اسي الفقيه هانت شوف هادشي عاودتاني” سقط قلبي بين قدمي اتراها لم يعجبها تصريحي لها بالحب وجاءت لتعاتبني هنا امام شعب “الحضية” هؤلاء سألتها محاولا إخفاء توتري ماذا هناك الالة سعدية ما الذي يزعجك هكذا؟…
أجابتني وهي تكاد ان تبكي ماذا يريدون مني هؤلاء القوم ألا يكفيهم “ان يعكسوا لي في سعدي ونصيبي” حتى يضعوا لي حجاب امام المحل الذي اشتغل فيه تأثرت بالفعل من كلامها ورقة صوتها حتى كدت ان ابكي معها وسألتها وانا اكاد ان اخرج الريالات التي في جيبي وارميها اسفل قدميها عربونا للمحبة والاخلاص واقول لها بأعلى صوتي خذي كل ما أملك حلال عليك ولا تبكي يا روحي بالطبع “سي دوبل طيط” ليس له هذه الجرأة كاملة فهو آخر ما يستطيع فعله كتابة رسالة غرامية وارسالها منتظرا الجواب اين وجدت هذا الحجاب ألالة السعدية ؟ أجابتني بعذوبة كنت احاول تنظيف المحل كالمعتاد وخرجت الى عتبة الباب لأقوم بتنظيفها فوجدت هذا الحجاب مدفون تحت بعض اوراق الشجر بعناية حتى لا يراه احد طلبت منها الحجاب فأعطته لي وهي تأن أخذته بين يدي وتأملته جيدا فوجدته الرسالة التي اعطيتها “لعبد الواحد لينكوص” ليصلها الى السعدية ولكن الغبي “ريب الحفلة” كعادته فعوض ان يعطيه للسيدة دفنه في العتبة ظانا منه انه حجاب لها…
سألتها وانا قلق بعض الشيء هل قمت بقراءة ما فيه “دفلت” في صدرها ثلاث مرات وهي تقول “شكيكو أسي خالد ما نقدرش نشوف هاد طلاسم كنخاف” كانت هي السيدة الوحيدة التي تنادني بإسمي خالد دونا عن باقي المخلوقات الاخرى فتأكدت من أنها هي أم أولادي المصنطحين الصغار وربما أنتجنا شي “لراص” جديدة تكون جامعة بين جمال امها وعبقرية والدها “سي بو صنطيحة” ربما….وبينما اواصل حديثي مع زوجتي المستقبلية وقفت بجوارنا سيارة فارهة وخرج السائق بسرعة ليفتح الباب الخلفي فنزل رجل قصير القامة منتفخ الكرش ذو شارب ضخم أصلع الرأس جعله أشبه بقراصنة الكاريبي لا تنقصه الا اليد الخشبية ذات الخطاف إلا أنه يرتدي يرتدي بذلة فاخرة تليق بماركة السيارة الفخمة ثم لحق به أحد رجاله يرتدي بذلة رياضية مميزة لأحد فرق كرة القدم المحلية المنتمية للقسم الثاني ويحمل بيده كرة قدم لا أدري ما السبب في ذالك إلا أن تكون أمه المصون قد فطمته عليها تقدم الرجل القصير نحوي وهو يقول بزهو و كبرياء شوف “أسي معيزو مارشي ديال الرملة و السيمة ديالك غادي ندوزو ليك غير ما تنساش جطي العمولة ديالي ستين فالمية من هاد بيعة وشرية..!”
نظرت اليه بحنق وغضب كيف لهذا القرصان الغبي أن يقطع علي خلوتي مع حوريتي السعدية و يفسد علي فرحتي هذه التي كنت انتظرها ايام وليال فقلت له “أشريف واش شارب شي حاجة من غير أتاي واش بنت ليك طاشرون ولا مقاول راك غالط أ سمحمد” لم يكن يتوقع هذا الرد مني وهذا الكلام “القاسح” فبدأ ينظر إلي ببلاهة الى ان تدخل زميله الرياضي وهو يهمس في أذنيه بكلام سريع والرجل المهم يقطب حاجبيه بشدة فتدخل صاحبه قائلا “سمح لينا أسي شريف سعادة الرئيس ما كيقصدش غير راه عندو قوة المشاغل والمهام” نظرت اليه بلا مبالات وقلت له حسنا لقد عرفتم الان انني لست “سي زفت معيزو” هذا أرجو أن تتركوني بسلام الان استمر الرجل في الحاحه وقال مبتسما لا أسي شريف “حنا جينا عندك انت بتحديد وقصدناك والمقصود الله”…
نظرت السعدية بهيام ورجعت التفت اليه وانا اقول له بإصرار سيدي أنا مشغول الان مع العائلة مروا عندي صباح الغد أكون جاهزا لاستقبالكم زاد صاحب الكرة من اصراره وهو يكرر نفس الابتسامة و يقول الظاهر “ماعرفتناش نقدم ليك نفوسنا معاك… ثم أشار الى ابو شنب الطويل قائلا بإحترام وإجلال معاك سي المعطي ولد الكودية رئيس الجماعة و رئيس فريق كرة القدم “دفاع الحراثة” وصاحب شركات محلية ! نظر الي بتحد و افتخار وهو ينتظر ردة فعلي بكل ثقة فأجبته بما لا يتوقع “شوف أسي ما كتعاود غير الصلاة على النبي *ص* هدرة واحدة قلناها حتى الغد هي حتى الغد واخا يكون سفير جانزيبار والتفت الى حورية مكملا حديثي” الا أن هذه الاخيرة قالت لي بلطف “سي خالد حنا را جيران وهاد الناس باينا جايين من بلاصة بعيدة غير سبقهم وحنا دابا نتشاوفو لن أدع هذه الفرصة تضيع من يدي و سأمسك بها وأشدها شدة العمى في ظلمة و أصررت على رغبتي لالة السعدية هذي هي أول مرة تجي عندي فيها و مجيتك عندي غالية و هوما يتسناو أجابتني بتأثر ما فيها باس وان شاء الله ما تكونش لخرة وهذا رزق و جابو ليك الله غير قضي الغرض نخليك دابا ثم انصرفت بحياء وتركت في قلبي مية كية وأنا أتنهد وأتحسر على ضياع هذه الفرصة الغرامية”…
والتفت اليهم وأنا مصمم على صب كل غضبي و حسرتي على ذهاب السعدية وعدم اكمال حوارنا في وجوههم وإذا بالرجل المهم يتدخل لأول مرة في الحديث مصطنعا ابتسامة ديبلوماسية وهو يقول باحترافية “أمولاي عطينا غير شوية من وقتك وما يكون غير خاطراك را ناس كبار لوصاونا عليك وانت سيدي مول الخير والبركة” نظرت اليه بتفحص وإمعان وتأكد لي ان هذا الرجل تاجر ماهر جدا و يعرف من اين تؤكل الكتف ويجيد فن الكلام والاغراء كيف لا وهو ينجح في الانتخابات الرئاسية للجماعة لأزيد من عشرين سنة أقنعني كلامه وانطلى علي سحره نعم أنا “سي شريف بو صنطيحة” مول الكرامات سحرني بأسلوبه المهذب وكلامه المقنع وها أنذا أصعد معه السيارة وعقلي يشتغل بكفاءة مفاعل نووي فقال لي “تفضل السي شريف تشرب شي حاجة” هكذا استقبلني الرئيس في سيارته الفخمة وهو يعرض علي مختلف أنواع الويسكي الفاخر بحفاوة ويستعرض كرمه ويقول سي شريف طلب لي بغيتي هنا كاع انواع المشروبات موجودة اختار لحبيتي لم ارى في حياتي مثل هذه الانواع من الخمر الفاخرة حتى سال لعابي عليها لكني لعنت الشيطان في سري لأن الخمر تذهب العقل وأنا في هذه المرتبة العالية من مجد و شهرة الا بكفاءة عقلي و عبقرتيه فقلت له “واش عندكم خو ضنجال ؟…
فنظر إلي الرئيس بغرابة و فجأة انفجر ضاحكا هو و رفيقه الذي يشبه “بئيس الديس” الفرق بينهما أن الاول كان يحمل كرة تنس وهذا المعتوه يحمل كرة القدم لا لا أسي شريف ولكن الى بغيتيه نحضروه قال لي الرئيس وهو يستعيد جديته فأجبته أنا الاخر بجدية ليس ضروري أسعادة الرئيس فقال لي سي شريف ندخلو في الموضوع ياك اعتدلت في جلستي انا الاخر وحفزت كل حواسي لسماع شكواه الا أن فكرة برزت في رأسي مخيفة طرجمتها على الفور إلى لساني فبادرته قائلا سعادة الرئيس أنا لا أتدخل في الانتخابات أو أعطيك حجاب للقبول أو أسلط شي جني على عدو من أعدائك هذه الامور لا دخل لي فيها ولا أقوم بها أجابني متفهما لا لا هاد الامور مكلف بها واحد الفقيه سوسي وراه قاضي الغرض مزيان سألته بحذر وما المطلوب مني أنا إذن يا سعادة الرئيس؟ نظر الي ثم التفت إلى صاحبه كأنما ينتظر منه ان يشجعه على الكلام فقال لي بحزم بغيناك تعاون الفريق؟؟!…….بتبع