…. أشرت له بيدي وأنا مغمض العينين لمكان اللاعبين اللذان يحملان هواتفهما النقالة وقلت له بصوت عميق « هاد جوج ما فيهم خير هادو راهم يأجوج و ماجوج ومخلين لونطريما ومقابلين الزهو وشريب الروج فبدأ الصراخ والفوضى ونقد عميد الفريق مع بعض اللاعبين على اللاعبين المندسين والرئيس يصيح بقوة شدهم مزيان أولدي قبل ما يهربوا شد هاد الخونة ثم نظر الي وهو حائر وسألني سي شريف كيفاش عرفتي هاد جوج خونة ؟ فقلت له وأنا أرفع رأسي إلى السماء واغلق عيني “سامحوه أجوادي راه معارفش قدركم” ثم نظرت إليه وحركت رأسي يمينا ويسارا وقلت له لكي لا تقول بأن الشريف يلفق التهم مجانا ابحث في هواتفهم النقالة و سترى العجب ما إن انهيت كلامي حتى خطف العميد الهاتف من أحدهما واخد يتفحصه بسرعة ثم تغيرت ملامحه فجأة و أطلق صرخة غاصبة وهو يقول سعادة الرئيس لقد كان لقائنا هذا كله تحت أسماع الرئيس المنافس….
ازداد غضب الرئيس وهو يتجه بسرعة إليه وبتوتر قائلا كيف ذالك يا ولدي اشرح لي الله يرضي عليك أجابه عميد الفريق وهو يرمق الخائن بنظرة مقت وكراهية لقد أجرى هذا الكلب اتصالا مع الرئيس المنافس و ترك الاتصال مفتوحا ونحن في الاجتماع لتصله كل كبيرة وصغيرة عنا ونحن في غفلة من امرنا واضاف لاعب آخر وهو يتفحص هاتف الخائن الثاني وهذا الكلب ايضا لديه رسائل من وإلى الفريق الخصم تضم كل خططنا في المباراة اشتعلت الغرفة فجأة بغضب و بدأ الامر سيتحول الى حلب مصارعة بين الاثنين الخائنين وبقية الفريق بطاقمه الفني طبعا النتيجة كانت محسومة في هذا الصراع درسا لن ينساه هذان الخائنان طيلة حياتهما انسحبت بهدوء الى الخارج وتركتهم يقومون بتنظيف فريقهم من الاوساخ والغدر والخيانة فلقد صدق من قال احذر من عدوك مرة ومن صديقك الف مرة…
بدأت ارتب أفكاري من جديد وانظم معلوماتي استعدادا للخطوة المقبلة وبعد فترة قصيرة خرج عندي الرئيس ورفيقه وهما يلهثان من شدة المجهود والتوتر والانفعال بعد هذه الصدمة التي لم تخطر ببال أحد نظر الي الرئيس بامتنان واخرج شيك من محفظته وهو يقول هذا شيك بخمسة ملايين عربون محبة واخلاص وجراء كشفك لهاذين الخائنين وسأعطيك ضعفه اذا استطاع الفريق الصعود للدوري الممتاز لم اعد أخجل من أخذ المال من عند الزبائن كالسابق فالمال له رنين خاص على الاذان والقلوب فزمننا الحالي لا يعترف الا بحسابك البنكي وعدد الاصفار الذي يضمه لم تعد هناك قيمة للأخلاق والعزة او الشهامة …اخدت الشيك ووضعته في جيبي وانا اسأل الرئيس باهتمام متى ستجرى مبارة الباراج ؟ اجابني الرئيس بسرعة عند نهاية الاسبوع يوم الاحد بالضبط فقلت له بلهجة آمرة ليتدرب الفريق بشكل عادي وحبذا لو تكون حصص التدريب مغلقة وسأعقد اجتماع مع الاعبين والفنيين للفريق يوم السبت وبالضبط الليلة التي تسبق مبارة الباراج….
عدت الى البيت وانا اغالب ضحكتي حينما اتذكر كيف كان المدير يلح علي قبل ان اغادرهم وهو يسألني بفضول الاطفال ويمسك بيدي ويسألني عافاك السي شريف حنا “مسلمين ليك غير قولي كفاش جبدت هاذ الخونة ؟” كان الامر بالنسبة لي في غاية الوضوح ففي اول الامر كانا هما من ضمن الاعبين الذين رفضوا لقائي بهم وأصروا على ذالك بالإضافة الى انني لاحظت كيف كانا يحبطان من عزيمة الاعبين وينشرون الطاقة السلبية من عجز و يأس و تشاؤم بشكل يدعو لشك علاوة على انهما يرتديان القميصين 4 و 9 على التوالي اي الدفاع و الهجوم و هاذين الرقمين بالضبط هما الاكثر عرضة للارتشاء وبيع المباريات في العالم بأسره دفاع المرمى و مسجل الاهداف أي المواقع الجد حساسة في الفريق والاكثر من كل هذا هو إمساكهما لهواتفهما النقالة باهتمام مبالغ فيه دونا عن بقية اللاعبين و تفحصهما لهما بشكل مستمر جعلني اتيقن من خيانتهما بالإضافة الى كل هذا كانت ملامحهما لا تدعو للارتياح ابدا هاد جوج ريحتهم عاطية و جوادي طفاوها بالنار الكادية كنت دائما ما استعمل مثل هذه الجمل التي تنتهي بالقافية مقلدا تفاهة بعض الدجالين والمحتالين وانا اموت من الضحك في سري الا ان وقع مثل هذه الجمل الغبية غالبا ما يؤدي مفعوله العجيب….انتفض الرئيس بشكل غريب عند سماعه جملتي وبدى أشبه برجال عيساوة وهو يتحير يمينا و يسارا ويقول التسليم الجواد حنا مسلمين ليكوم ثم أطلق صرخة مدوية و عاد الى رشده و هو يقول مولاي غادي يجي الشيفور يوصلك بصراحة لم اجد اي تفسير لا علمي و لا أدبي لحركة الرئيس هذه الى أنني وجدت علاقة وطيدة بين هذه الحركة و اسم المعطي ولد الكودية ….
كان من عادتي التمشي على كورنيش المدينة وفي ساعات متأخرة من الليل تجنبا لملاقاة الناس فلشهرة ضريبة غالية و بحثا عن بعض الهدوء والسكينة…..كنت ابحث عن طريقة فعالة أقنع فيها أمي بزواجي من السعدية و بأي طريقة كانت فأنا الان أتوفر على كل شيء تقريبا المال و الجاه و أنا أخاف على نفسي من الفتنة وان اسير في طريق النساء والخمر و المجون فأنا رجل يحترم العقل ويقدر الطبيعة وأحب عيش الحياة البسيطة… وفجأة وبلا مقدمات برقت عيناي ببريق اعرفه جيدا لقد وجدت الحل اخيرا لمشكلتي والطريقة المناسبة التي تجعل امي هي التي تدفعني دفعا لزواج من السعدية
في الصباح لم أخرج من غرفتي كعادتي بل بقيت فيها اعد الخطة المحبكة التي رسمتها البارحة في رأسي….امي في المطبخ متوترة فلم تعتد ان استيقظ من النوم دون ان امر عليها و أقبل يدها ظلت تنتظر نزولي من الغرفة قرابة النصف ساعة وبعد مدة قررت الصعود إلى غرفتي و إيقاظي سمعت وقع أقدامها وهي صاعدة في الدرج فجلست القرفصاء على سريري واغمضت عيني ثم اخذت نفسا عميقا وانتظرت دخولها ثم قالت ولدي باقي “مافقتيش” سألتني أمي وهي تنظر الى وضعيتي الغير معتادة بغرابة اجبتها بصوت مختلف عن صوتي الاصلي “مرحبا بلالة مُتْ سيدي” رجعت أمي إلى الخلف مصدومة وانتفضت برعب وهي تتمتم شكون معايا…؟ اجبتها بنفس الصوت المختلف انا ملك الجان العفريت الاحمر لخدام عند ولدك شهقت امي و هي تردد التسليم اسيدي تسليم امالين لمكان فتحت عيني ببطيء لأرى حالة أمي فوجدتها قد استوت تماما ولا تحتاج الا للكمة النهاية لأنهي هذا النزال لصالحي فقلت لها “شوفي ألالة رقية ولدك ختارنا ليه لعروس البنية او هي بنت سعد السعود لالة السعدية هو مكتاب ليها او هي مكتابة ليه عندنا هادشي مزمم بالحجية وراه حسمنا فهاد القضية الله يكمل بالخير و ينصر اولاد الشرفا المحظية قولي آمين الالة رقية رددت امي بلا وعي منها وهي تقول آمين…آمييين آمين اليوم نخطب لولدي ونحيد اللومة عليا نظرت بطرف خفي لأمي فوجدتها قد اقتنعت كل الاقتناع بلالة السعدية ولم يعد هناك مانع بالزواج بها وفجأة سقطت على سريري كأني كنت ملبوس فسارعت أمي لإيقاظي وهي ترشني بالماء ممزوج مع ماء الورد و تقول نود أولدي نود ماشي وقت النعاس هذا هذاك العجل لعندك فالسطح جا لوقت لنذوقوا مرقتو…………..يتبع