تسببت الصور المثير للجدل والتي ظهرت فيها أمينة ماء العينين القيادية البارزة في حزب العدالة والتنمية، دون حجاب بالديار الفرنسية، في جدل كبيرة بالحزب الحاكم، وأحرجت معها هذا الكيان السياسي والذي بات خلال السنوات الماضية يعيش على وقع الأزمات.
ووضعت هذه الواقعة حزب العدالة والتنمية في قفص الاتهام، حيث اعتبرت مجموعة من النشطاء أن ما قامت به ماء العينين، يظهر حقيقية هذا التنظيم السياسي والذي “يستغل الدين بشكل بشع للوصول إلى السلطة”. معتبرين أن الحجاب تحوّل بالنسبة لبعض القياديات في الحزب إلى “هندام للعمل السياسي ليس إلا”. وفق تعبيرهم.
وتستدعي قضية ماء العينين التساؤل حول ما إذا كان الحزب قد غيّر نظرته المحافظة فعلا، وبالتالي تجاوز عدد من القضايا التي كان يدافع عنها.
وفي هذا الصدد، دعا عدد من الفاعلين السياسيين، مؤخراً، حزب العدالة والتنمية إلى إعادة النظر في موقفه إزاء عدد من القضايا ومن ضمنها موضوع الحريات الفردية، حتى يكون واضحاً أمام الرأي العام.
ويحاول إخوان سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تجاوز هذه القضية، بخرجات إعلامية “فضفاضة” هنا وهناك لطي هذا الملف. وبدا ذلك بشكل جليّ عندما خرج عبد الإله بنكيران، الزعيم السابق للحزب، ليدافع عن زميلته أمينة ماء العينين، معتبراً أن ما قامت به يعد “قراراً شخصياً”.
ولم تُسهم كل هذه التدخلات في إطفاء نار الغضب لدى تيار معين في الحزب الحاكم وكذا في الأوساط السياسية القريبة من العدالة والتنمية، والتي تنتقد بشكل كبير السلوك الشخصي لبعض القيادات.
وتأتي هذه “الفضيحة” والتي خدشت صورة “الإسلاميين” في ظل تراجع حاد لشعبية حزب العدالة والتنمية، والذي فقد الكثير من بريقه خلال السنوات الماضية وفق ما أكدته استطلاعات الرأي.