إنها أشبه بالمسرحية الكوميدية، لكن للأسف تضحك على ذقون الشعب الجزائري. هذا هو العنوان البارز لأجواء ما قبل الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقرر إجراؤها يوم 18 أبريل المقبل.
مرشحون من عالم آخر
بعضهم ترشح لمنصب الرئيس لهدف واحد وهو تناول “الستيك” والتخلي عن البطاطا، فيما وعد مرشح آخر بما وصفه بـ”ثورة صناعية” تتجلى في صناعة الصابون وماسكات التجميل للنساء وغزو الولايات المتحدة بهذه المنتجات التي لا تساوي أي شيء في قاموس التجارة العالمية، بينما كشف مرشح آخر أنه ترشح لمنصب الرئيس بعد أن نزل عليه الوحي وهو بجانب زوجته، فيما فاجأ أحد الراغبين في الترشح، عدسات الكاميرات، بقوله إنه رئيس مجلس الأمن العالمي، وأنه قائد القوات العالمية وملك الكوكب، وزعم أنه في يناير 2017، نُظمت مظاهرة في الولايات المتحدة طالبت بتنحية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتنصيبه هو رئيسا.
هذه بعض من التصريحات التي أدلى بها مجموعة من المترشحين لكرسي الرئاسة بالجزائر لوسائل الإعلام المحلية، والتي أثارت حالة من السخرية شغلت المهتمين بالشأن السياسي والإعلامي.
وسلّط برنامج “جو شو” الساخر والذي يبث على قناة “العربي”، الأسبوع الماضي، الضوء على أسماء المرشحين وكذا برامجهم السياسية الموجهة للمواطن الجزائري.
وسخر مقدم البرنامج من أغلب المرشحين الذين رصدتهم عدسات الكاميرات، واصفاً تكوينهم وكذا برامجهم الانتخابية بـ”المهزلة”.
وبشكل ساخر تساءل “جو شو” عن الأسباب التي أخرت إعلان الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الترشح للانتخابات الرئاسية، حيث قال: “بعد الشر ليكون الرئيس مريض ولا حاجة لأن آخر مرة نجح فيها كان في المستشفى..”.
ديمقراطية وهمية
ويرى مراقبون أن تسويق مرشحين بهذا المستوى المتدني فكريا بل وحتى عقلياً، ما هي إلا خطة ممنهجة من محيط القصر الرئاسي لإقناع مواطنيهم بتزكية مرشح النظام، سواء كان الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة أو أي بديل له، وإظهار ضُعف المنافسين بطريقة غبية.
ومن دون شك فإن إبراز وجوه غير معروفة في أثواب مترشحين يؤكد هذا الطرح لإبراز ديمقراطية وهمية في هذا الاستحقاق الانتخابي الهام.
واعتبر “جو شو” بلهجة ساخرة أن هذا “العرس الديمقراطي” في الجزائر ما هو إلا مسرحية هزلية يتم عرضها أمام الشعب الجزائري، وفي نهاية المطاف سيستمر نفس الإسم وهو بوتفليقة أو اسم آخر مقرب من العسكر.