وجه رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله انتقادات لاذعة إلى السلطة الجزائرية، حيث أكد أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة أسماها بمرحلة “تكميم الأفواه”، في إشارة ربما إلى ما حدث مع قناة الوطن، والتي تم إغلاقها بسبب الحوار مع قائد الجش الإسلامي المحل مدني مزراق، والذي وجه من خلاله تهديدات مباشرة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والتي تراجع عنها فيما بعد.
وأضاف جاب الله على هامش لقاء مع مناضلي حزبه، أن البلاد باتت تعيش على وقع فساد السلطة وإفلاسها، ما دفع هذه الأخيرة إلى ست سياسة التضييق وتكميم الأفواه.
وأكد زعيم حزب جبهة العدالة والتنمية أن لجوء السلطة إلى سياسة التضييق مؤشر واضح على “فشلها وإفلاسها السياسي”، مضيفا أن السلطة تقود البلاد إلى مصير مجهول قد تكون له انعكاسات جد خطيرة في المستقبل القريب.
وعبر جاب الله عن استنكاره لما تعرفه الجزائر في الآونة الأخيرة في ظل السياسة القمعية والتعسفية التي تنهجها السلطة في حق معارضيها، والاعتقالات التي يتعرض لها كل من يحاول كشف فسادها، مشيرا إلى أن “الكلام أصبح بالحساب”.
وانتقد جاب الله المبادرة التي دعا إليها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار السعداني بخصوص تشكيل تكتل لدعم الرئيس بوتفليقة، مشيرا بالقول “إن هكذا مبادرات لا تستحق حتى النظر فيها”.
وأضاف جاب الله أنه من المستحيل أن ينضم حزبه إلى هذه المبادرة، مشيرا “حزب جبهة العدالة والتنمية معارض وغير راض عن حصيلة بوتفليقة وسياساته، فكيف له أن يكون تحت لواء مبادرة تدعمه؟”.
وردا على الانتقادات التي وجهها عبد المالك سلال إلى المعارضة، والتي حسب قوله تعمل على تسويد الوضع وتسبح ضد التيار، أكد جاب الله أن ما وصلت إليه الجزائر كان نتيجة لفشل السلطة وليس المعارضة، لذلك فعليها تحمل مسؤوليتها عوض الانتقاد.
واستبعد جاب الله الخطابات التي تروجها السلطة حول توجه البلاد نحو بناء دولة مدنية، مشيرا بالقول “هذا الكلام لا يقبله العقل أو المنطق”، مؤكدا أن تردي الأوضاع اليوم كان بسبب السلطة، وبالتالي “ففاقد الشيء لا يعطيه” على حد قوله.
إقرأ أيضا:وهم الدولة المدنية في الجزائر