المسار الجميل الذي بصمه عليه المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة في كأس إفريقيا بالجزائر لم يأت بالصدفة، وإنما بسبب مجموعة من العوامل الرئيسية؛ أبرزها دور أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في صقل المواهب الكروية، وتأطيرها في الاتجاه الصحيح.
وتثبت هذه الأكاديمية -والتي تتوفر على مرافق تستجيب للمعايير الدولية- يوما بعد يوم أنها مشتل لصناعة نجوم المنتخب الوطني المغربي بجميع فئاته العُمرية.
فمن شاهد المباراة النهائية لكأس إفريقيا لأقل من 17 سنة بين منتخبي المغرب والسينغال، مساء اليوم الجمعة، سيشعر بالفخر لا محالة بسبب المستوى العالي الذي أبان عنه “أشبال” الناخب الوطني سعيد شيبا طيلة منافسات هذه البطولة، وسيشعر بالفخر أكثر عندما يعلم أن من بين 21 لاعبا في المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، نجد 7 لاعبين من خريجي الأكاديمية، بل إن مسجل الهدف الأول في مرمى السينغال اللاعب عبد الحميد أيت بودلال؛ هو أيضا خريج هذه الأكاديمية.
يمكن القول أن المغرب يجني ثمار هذه المؤسسة الكروية، والتي تم إحداثها انطلاقا من رؤية ملكية مستنيرة في التعاطي مع الشأن الرياضي بالمملكة.
هذه السياسة الملكية الحكيمة هي من أفرزت لنا لاعبين موهوبين، يشكل بعضهم اليوم العمود الفقري للمنتخب الوطني الأول، وهنا نتحدث عن يوسف النصيري ونايف أكرد وعز الدين أوناحي والحارس التكناوتي، هذه الأسماء صنعت التاريخ في مونديال قطر 2022، وأدخلت الفرحة في بيوت المغاربة.
نفس السيناريو يتكرر اليوم بميلاد نجوم جدد في المستديرة لا يتعدى سنهم الـ17 سنة تلقوا تكوينا احترافيا داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
وتبرز الأكاديمية المشيدة في المعمورة قرب العاصمة الرباط؛ الآن كمورد للمواهب الشابة التي تثير أطماع الأندية الأوروبية.
بلغة الأرقام، تستوعب الأكاديمية من 60 إلى 80 تلميذا متدربا يستفيدون من 4 إلى 5 سنوات من التكوين العلمي، تشكل نموذجا في مجال التكوين الرياضي، بهدف المساهمة في انتقاء وتكوين ممارسين لرياضة كرة القدم من مستوى عال.
ويضم الجناح الرياضي، الذي يمتد على مساحة 1656 مترا مربعا، قاعة لكمال الأجسام وأربعة قاعات لتغيير الملابس ومركز طبي وآخر مخصص لإعادة التأهيل وثالث مخصص للطب الهوميوباثي.
وتتوفر الأكاديمية على قسم مغطى يمتد على مساحة 7320 متر مربع وثلاثة أجنحة: الجناح الإداري، والجناح البيداغوجي، والجناح الرياضي، بالإضافة إلى مدرسة لكرة القدم، ومركز استقبال التلاميذ، ومسجد.