قال محمد أكضيض، عميد الأمن الممتاز السابق، والمهتم بالقضايا الأمنية، إن إعلان السلطات المغربية أمس الجمعة، عن تفكيك خلية إرهابية وُصفت بـ”الخطيرة”، يؤكد أن المملكة مازلت مهدد بعمليات نوعية من طرف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وأضاف أكضيض في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الاستخبارات المغربية أثبتت مرة أخرى علو كعبها في مكافحة الإرهاب، وقيامها بهذه العملية الاستباقية والتي جنبت البلاد حمام دم تؤكد أن عيون الخلايا النائمة تتربص بأمن وسلامة البلاد.
وزاد المتحدث، أن كل المؤشرات التي يتم استخلاصها من تفكيك هذه الخلية بعدد من المدن تؤكد أن الحرب معلنة بشكل حقيقي ضد المغرب من طرف بعض العناصر المتطرفة والتي تتبنى فكر ما يسمى بالخليفة أبو بكر البغدادي.
ويعتقد أكضيض أن يقظة السلطات، جنّبت البلاد سيناريو مؤلم، بدليل أن بيان وزارة الداخلية أكد بشكل واضح وصريح أن أفراد هذه الخلية المفككة والمكونة من سبعة أفراد كانوا بصدد التحضير للقيام، في أقرب الآجال، بسلسلة من العمليات الإرهابية بتنسيق مع عناصر أجنبية، كانت تستهدف ضرب بنيات تحتية حساسة ومواقع حيوية.
وأردف قائلا: “هذه الخلية وكغيرها وللأسف تحكمها أفكار هدامة وأحلام متطرفة غير قابلة للتحقيق في بلاد يتمتع بالأمن”.
ويعتقد المسؤول الأمني السابق أن كل المقومات التي يتمتع بها المغرب تجعله في قائمة الدول المهددة بالإرهاب، مشيراً إلى أن المملكة أعلنت انخراطها التام في مكافحة الإرهاب، كما أنها منفتحة وتتمتع باستقرار سياسي وأمني.
واستطرد المتحدث أن كل هذه النقاط وغيرها تجعل من المغرب بلداً مهدداً في أية لحظة، وهو ما فرض عليه أن يتبنى خطة استباقية لتجفيف منابع التشدد.
واستأثرت عملية تفكيك هذه الخلية بمدن شفشاون ووزان والدار البيضاء، باهتمام وسائل الإعلام وذلك بسبب المعطيات الخطيرة التي قدمتها وزارة الداخلية حولها.
وبحسب المعطيات الأولية، كان زعيم هذه الخلية الإرهابية، والذي كان على صلة بأحد خبراء صناعة المتفجرات في صفوف “داعش”، يستعد بمعية شركائه تنفيذ مخططاتهم الإرهابية بإحدى المناطق الجبلية المتواجدة بنواحي مدينة وزان قصد اعتمادها كقاعدة خلفية في أفق إعلان ولاية تابعة لـ “داعش”.
وأسفرت هذه العملية عن حجز أسلحة نارية عبارة عن بندقيتين وثلاثة مسدسات أوتوماتيكية، وذخيرة حية متنوعة، وأحزمة حاملة للخراطيش، وأسلحة بيضاء كبيرة الحجم وسواطير، وأكياس كبيرة الحجم تحتوي على مواد كيماوية يشتبه في استعمالها في صناعة المتفجرات، وأصفاد حديدية وبلاستيكية، ومجموعة من المعدات الخاصة بالغطس، وبندقيتين للصيد تحت الماء ومنظارين وكاميرا، وأجهزة اتصال لا سلكي وهواتف نقالة وبوصلتين، وأقنعة وقفازات، ودراجة نارية، ومبالغ مالية بالعملة الوطنية والأجنبية، بالإضافة إلى رايتين ترمزان لـ “داعش” ومخطوطات يدوية من بينها نص مبايعة “للخليفة” المزعوم لهذا التنظيم الإرهابي.