أجمعت تصريحات المحللين السياسيين والمختصين، على أن الجزائر افتعلت “هجوم الشاحنتين” قبل أيام، لتهيئة مناخ الحرب مع المغرب. مؤكدين في تصريحات لـ”مشاهد24″ أن المملكة بحكمتها لن تنجر وراء سخافات دولة العسكر.
دوافع الجزائر
وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن الجزائر تحاول جر المنطقة نحو توترات عسكرية.
ورأى الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الجزائر فشلت في توجيه القرار الأممي الأخير حول الصحراء والذي أجبرها على المشاركة في “الموائد المستديرة” تحت رئاسة المبعوث الشخصي إلى الصحراء ستافان دي متسورا. وعليه فإن الجزائر التي ترفض أي نوع من الحوار مع المغرب لحل الخلافات تريد أن تدخل في حرب مسلحة ضد المغرب معتقدة أنها قد تحقق مكاسب ميدانية تنسبها لجبهة “البوليساريو”.
ويعتقد الخبير المختص في قضايا الساحل والصحراء، أن دوافع الجزائر الأساسية هي تحقيق مكاسب ترابية على الأرض دعماً لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، حيث فشلت الجزائر في تشكيل إقليم للجبهة يجعل منها دولة يمكن أن تحظى باعتراف دولي.
وأشار المتحدث إلى أن الجزائر حاولت توقيع اتفاق عسكري مع الجبهة تشرعن به تدخلها العسكري في الصحراء. وعليه فإن واقعة قصف شاحنتين في المنطقة العازلة مزايدة على الرأي العام الدولي الغاية منها إيجاد سبب للدخول في نزاع عسكري قد يتيح لها مع جبهة “البوليساريو” تحقيق مكاسب ترابية تقوي موقفها التفاوضي.
خطة جزائرية
بدوره، اعتبر أمين صوصي علوي، الباحث المختص في مجال الإعلام وصناعة الرأي العام، أن الجزائر ومنذ واقعة معبر الكركرات العام الماضي، تحاول الظهور وكأنها ضحية وإظهار المغرب وكأنه عدو يُجْرم في حق المدنيين العزل.
وأضاف علوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الجزائر حاولت تطبيق هذه الخطة مرة أخرى في واقعة “الشاحنتين”، بهدف تصوير المغرب أمام المنتظم الدولي كدولة بشعة سلطوية، غير أن المغرب يتعامل بحكمة مع هذا الأسلوب “الركيك”.
ويعتقد المتحدث أن الجزائر تحاول في الوقت الراهن كسب الرأي العام الدولي والعربي وكذا الإفريقي من خلال توجيه وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة مراسلات لعدة منظمات دولية، ومن تم الدخول في مواجهة مع المغرب تحت غطاء دولي لأن أي خطوة نحو الحرب من يتخذها سيتحمل وزرها دوليا وهم يريدون تحميل المغرب وزرها.
ورأى أن ما وقع في الحادث المفتعل، قبل أيام، يأتي لمحاولة الجزائر تأليب منظمات دولية ضد المغرب بغية إدانته، مبيناً أن المملكة لن تنساق وراء الخطابات العنيفة، لأنها تحترم المحيط الإقليمي وسياسة الجوار.
وأبرز أن الجزائر تحاول القيام بما يسمى بـ”سياسة الأمر الواقع” وجعل هذه المنطقة مستباحة وهذا ما يخالف القانون الدولي لأن المنطقة التي وقع فيها الحادث منطقة محظورة في الأصل ومنزوعة السلاح رغم أنها أراض مغربية.
وشدد الخبير المختص في صناعة الرأي العام، على أن قوة المغرب تكمن في المكاسب الدبلوماسية التي حققها في قضية الصحراء، لافتاً أن القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن أثار غضب الجزائر لأنه يتشابه مع الموقف المغربي وطروحاته، كما أكد على أن الجزائر من الأطراف الرئيسية في القضية.
ولم يستبعد صوصي علوي أن تستخدم الجزائر عمليات إرهابية خاصة في المناطق الجنوبية للمملكة لإحراج المغرب، والسعي إلى إيقاف الاستثمارات الأجنبية بالمنطقة وكذا وقف مسلسل فتح القنصليات.