وقّع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، ووزير دفاع دولة إسرائيل، بنيامين غانتز، اليوم الأربعاء بالرباط، على مذكرة تفاهم غير مسبوقة في مجال الدفاع، تشمل تبادل التجارب والخبرات، ونقل التكنولوجيا، والتكوين، وكذا التعاون في مجال الصناعة الدفاعية.
وجاء التوقيع في اليوم الأول من زيارة جانتز إلى المغرب والتي وصفها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بأنها “تاريخية”.
وبالإضافة إلى ذلك، تحمل هذه الزيارة بين طياتها أجندة حافلة وتفاهمات ثنائية هامة بين الجانبين.
وأشادت وسائل إعلام إسرائيلية بهذا الاتفاق والذي من شأنه أن يضخ دماءً جديدة في العلاقات بين الرباط وتل أبيب، وأن يفتح بابا جديداً من التعاون على المستوى الأمني والعسكري وكذا الاستخباراتي، وذلك في ظل تصاعد التهديدات بمنطقة الساحل والصحراء.
مكاسب نوعية
وفي تحليله لأبعاد ودلالات هذا الاتفاق، قال عبد الرحمن المكاوي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن توقيع هذه المذكرة ذات الطابع الدفاعي يؤكد أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل تتقدم بشكل نوعي، إذ تم استئناف العلاقات في إطار قالب سياسي مناسب، وتم بعدها تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال العديد من الاتفاقيات وصولا إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري.
ورأى المكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن المغرب سيستفيد بشكل جيد من توقيع هذه المذكرة، خصوصاً فيما يتعلق بالصناعات الحربية، مبيناً أن إسرائيل وصلت في هذا المجال إلى الجيل الخامس والسادس.
واعتبر الخبير العسكري، أن هذا الاتفاق سياسهم أيضاً، في خلق عدد كبير من مناصب الشغل ببلادنا، خصوصاً الذين يحملون شواهد عليا في البرمجيات الالكترونية والتي تُستخدم في الطيران والبحرية والمدفعية. مشيراً إلى أن المغرب بإمكانه أن يوفر لقطاعه الخاص مجالا حيويا للاستثمار في هذا المجال.
ويعتقد المتحدث أن هذا الاتفاق الموقع هو بمثابة رسالة مهمة من إسرائيل إلى المغرب، حيث تنوي تل أبيب جعل المملكة -بناءً على بنود المذكرة- قادرة على صناعة الأسلحة بكفاءة عالية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من بعضها، وتطوير ترسانتها العسكرية بالتكوين ونقل التكنولوجيا، ما سيجعل المغرب في المستقبل بلداً رائداً في هذا المجال.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، على أن المغرب بهذه التفاهمات لا يبحث عن إشعال فتيل الحرب مع أي أحد، وإنما يريد تطوير نفسه وتعزيز مكانته إقليمياً. لافتاً أن هذا التطور تفهمه الجزائر على الخصوص أنه “خطر يهدد مصالحها”.
سعار جزائري
وتداولت أبواق النظام الجزائري بإسهاب خبر زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب، معبرة عن مخاوف الجنرالات من المذكرة التي تم توقيعها اليوم بالرباط.
وقال المكاوي إن هذا الاتفاق يُوظف إعلاميا ودعائيا لخدمة الداخل الجزائري لا غير، ومحاولة “تصوير المغرب كعدو كلاسيكي ينوي زعزعة المنطقة”.
وقال المتحدث إن هذه الأسطوانة المشروخة أصبحت متجاوزة، لكن جنرالات الجزائر يدركون تماما أن المغرب يتحرك بخطوات واثقة على جل الأصعدة؛ ما يجعلهم يتصورون أن تقدم المغرب يهدد نظامهم المفلس بالزوال.
تحييد الخطر الإيراني
وبما أن المذكرة الموقعة صباح اليوم بالرباط تتضمن مجموعة من البنود الهامة، فمن المتوقع أن يتطور التعاون الاستخباراتي بين المغرب وإسرائيل لتحييد مجموعة من التهديدات ومن بينها الخطر الإيراني.
ومعلوم أن المغرب أصبح في السنوات الأخيرة وبشكل أكبر في العام الماضي هدفا لنشاط إيران وحزب الله ضده. وفق ما أكده داني سيتروفيتش، الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط وإيران.
وفي هذا الصدد، أكد عبد الرحمان المكاوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن إسرائيل بإمكانها أن تساعد المغرب على تحييد العديد من المخاطر خصوصا الخطر الإيراني؛ باعتباره فاعلا مضرا بمصالح المملكة.
واستطرد قائلا: “إسرائيل تمتلك من الوسائل الاستخباراتية ما يُمكّنها من مساعدة المغرب للتعامل مع هذه التهديدات، وذلك على اعتبار أن الموساد الإسرائيلي يتوفر على بنك معلومات من الداخل الايراني”.