بقلم: رشيد قنجاع
في جلسة حميمية بعد نهاية مباراة المغرب والبرتغال والتي انتهت بفوز تاريخي للمنتخب المغربي على نظيره البرتغالي، مكنه من التأهل للمربع الذهبي لبطولة كأس العالم بقطر، سأل لاعب المنتخب المغربي أشرف حكيمي، مدربه وليد الركراكي عن السر في كلمة النية التي صارت على طرف لسان الجميع بمن فيهم من لا يتكلم العربية.
وليد وبعفويته المعهودة، أجاب حكيمي، نحن أخاي حكيمي تربينا في المهجر وعلاقتنا باللغة العربية علاقة حب وانتماء، ولكن لم نقرأها ولم نتعلمها فقط نملك منها ما تيسر من كلمات، التقطناهم من الوالدين والأجداد وعندما كنا نزور الوطن في كل صيف من أصدقائنا وأبناء وبنات عائلاتنا.
وكي أجيبك وكي تفهمني “دير النية”، فتعجب حكيمي وردد حتى أفهمك “خصني ندير النية”، وتابع الركراكي كلامه.
عندما طلب مني رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، تدريب المنتخب المغربي مكان وحيد خاليلوزيتش، وأقنعني بالمسؤولية الملقاة على عاتقي، وأن هذا الطلب مفروض من الشعب المغربي، وجدت نفسي سعيدا وخائفا في نفس الوقت، ولكن نيتي كانت واضحة، ماذا سيقع ؟ هي الموت واحدة.
وهنا بدأ المشوار والمسار والبحث عن الطريق القويم والمستقيم في اتجاه كأس العالم بدولة قطر.
وحتى أشرح لك جيدا إبني حكيمي وأجيبك عن سؤالك، الأمر وكل الأمر مرتبط بالنية، والنية عندي نيات متعددة ومتداخلة، ليس مأخوذة من الكتب بل من ثقافة الوالدين والأجداد:
أول نية ديرت في بالي هي الفوز مع فوزي لقجع
ثاني نية هي الشرف مع أشرف حكيمي وأشرف داري
النية هي الحكمة مع حكيم زياش
النية هي الحمد لله مع حمد الله وبن محمود
النية هي النصر مع النصيري والناصيري ونصير المزراوي
النية هي السياسة والغنم مع غانم سايس
النية هي الرضى مع رضا تكناوتي
النية هي الكفاح والرباط مع سفيان المرابط
النية هي الفأل بالخير مع بوفال
النية هي ياسين والقرآن الحكيم ويا زكريا مع ياسين بونو وزكريا بوخلال
النية هي العز مع عز الدين أوناحي
النية ملح الأرض مع أملاح
النية هي العطاء مع عطية الله
النية هي الحياة مع يحيى جبران
النية نور مع منير المحمدي
النية هي الصمد مع عبد الصمد الزلزولي
النية هي الخلق مع وليد شديرة
النية هي الصمود وأحد أحد مع بلال الخنوس
النية هي البدر مع بدر بانون
النية هي الأنس مع أنس زروري
النية هي الإبداع مع إلياس شاعير
النية هي الأنفة مع نايف أكرد
النية هي الجود مع جواد ياميق
والنية عند جبالة هي الحرث مع أمين حاريث الله يشافيه
ولم يقف وليد الركراكي في استرساله وأضاف، المغاربة شعب نية ويستحق الفرح، وسبق لفاريا أن حقق نية الفرح في مونديال 1986، وحقق بادو الزاكي الفرح للشعب المغربي في كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، ولكننا اليوم نحقق الفرح وندخل التاريخ من بابه العريض. فقط يا حكيمي هناك أمرين:
*يجب على كل القطاعات والمؤسسات أن تتبنى النية الحسنة للاشتغال من أجل الرقي والتقدم لهذا البلد الأمين.
*الأمر الثاني دير النية هو نوض جمع راسك باقي تابعك مبارتي النصف والنهاية.