بقلم: ذ رشيد قنجاع
وجدناكم دائما إلى جانب الوطن.
وجدناكم سندا للمغرب ولإخوانكم المغاربة ولعائلاتكم.
وجدناكم دائما في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضية الوطنية.
وكنتم محط إشادة ملكية بأدواركم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية.
أنتم عنوان انتصار دبلوماسيتنا الشعبية المغربية إلى جانب دبلوماسيتنا الرسمية.
إخواني مغاربة العالم بإسبانيا، أتابع عبر صفحات الوسائط الاجتماعية فرحكم الهائج كباقي المغاربة بالأداء الرائع والمتميز للمنتخب المغربي في مونديال قطر، واستعداداتكم لمتابعة المقابلة المقبلة للمنتخب المغربي مع نظيره الإسباني.
أنتم تعلمون علم اليقين أنها مقابلة في كرة القدم وفي دور الثمن لا تعادل فيها، إما منتصر أو منهزم.
لكنها مقابلة في كرة القدم وهذا منطقها، إنها ياسادة مقابلة بين بلدين جارين شقيقين يربطهما التاريخ والجغرافيا والمشترك الإنساني.
دائما مقابلة من هذا النوع هي ديربي، والديربي في طبيعته حماسي وانفعالي، لكنها ستكون مقابلة للتاريخ وسنستمتع بها.
سيلعب زياش وبونو وحكيمي والنصيري في مواجهة كارفاخال وبيدري واسينسيو وبوسكيس وهم بالمناسبة أصدقاء ويعرفون بعضهم البعض، ومهما كانت النتيجة سيتعانقون ويودعون بعضهم بعضا بالاحترام والتقدير، لأنهم يعرفون أنها في آخر المطاف مقابلة، لعبة صنعت لإنتاج المتعة والفرحة والتقارب بين الشعوب.
ستنتهي المقابلة وسينتهي كأس العالم وسيعود الجميع إلى زاويته وركنه وملاذه، وستبقى صورتكم وسلوككم نبراسا للأمل للإنسانية.
افتخر الجميع بالتنظيم الجيد والنجاح الباهر لمونديال قطر، وكنا يدا ممدودة في هذا التنظيم أمنيا وبشريا، وأبهر الجمهور المغربي بما فيه جمهور مغاربة العالم ومعه الجمهور الإفريقي والشرق الأوسطي، العالم برقيه الحضاري وسلوكياته الناضجة ورسائله الإنسانية.
وأنتم اليوم مغاربة إسبانيا، محط أنظار العالم لما ستبرهنون عليه داخل الديار الإسبانية من محبة وروح رياضية عالية ونبذ صارم ومطلق لكل مظاهر الشغب والعنف، مهما كان مصدره.
أنتم في آخر المطاف في بلدكم الثاني وتعبرون عن علاقتكم بوطنكم الأم، وبالتالي من انتصر في الآخر هو أنتم والشعب الإسباني الشقيق بمدى روابط المحبة بينكم.
أنتم أمام لحظة سينتصر فيها المغرب، سواء ربحنا المقابلة أم خسرناها، بسلوككم الحضاري ورقي قيمكم وأصالة أخلاقكم وعراقة تاريخ بلدكم.
سينتصر الوطن وستسكتون أفواه أعداء الوطن وستنتصر الإنسانية والمحبة.