أشعلت تصريحات عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، حول مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي خلافات حادة داخل الحزب الحاكم في البلاد.
ورغم أن هذا القانون يهم جل الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية سواء تلك المصطفة في الأغلبية أو المعارضة إلا أنه عرّى عن واقع الحال داخل حزب العدالة والتنمية، وكشف عن حقيقة مفادها فشل مسلسل الحوار الوطني الداخلي للحزب، والذي نظمه إخوان سعد الدين العثماني لتجاوز الخلافات بين أعضائه وطي مرحلة بنكيران.
وكان الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، قد وجه انتقادات غير مسبوقة لزملائه في الحزب بسبب تصويت فريق “البيجيدي” بالغرفة الأولى للبرلمان على “قانون التعليم” والامتناع عن التصويت على المادتين 2 و31 من مشروع القانون والتي تفتح الباب لتدريس المواد العلمية والتقنية باللغة الفرنسية، وهو ما اعتبره بنكيران مباركة ضمنية لجل بنود المشروع.
وبسبب هذا القانون أعلن بنكيران نيته مغادرة سفينة العدالة والتنمية، مشيرًا إلى أنه “لا يشرفه الانتماء إلى حزب صوتت أمانته العامة على إسقاط العربية من تدريس العلوم”.
ويرى مراقبون أن حزب العدالة والتنمية، مُقبل على صراعات كبيرة قد تهدد مستقبله أو تعرضه لانشقاق في صفوفه، وذلك في ظل تراجع شعبية هذا الكيان السياسي وفق ما تؤكده استطلاعات الرأي. كما أن مشروع “القانون الإطار” فرض نفسه وبدأ يُسائل أفق حزب “المصباح” بعد المؤتمر القادم.
وتؤكد المؤشرات الراهنية على “البيجيدي” قد يفقد منصب الزعامة خلال الاستحقاقات القادمة في ظل صراع بنكيران -والذي يُوصف في الأوساط السياسية بأنه “ماكينة” انتخابية- مع إخوانه في الحزب.
وما يزكي هذا الطرح، أن سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة استبق أمس الاثنين، موعد التصويت على “قانون التعليم” بالبرلمان بعقد اجتماع عاجل مع فريقه البرلماني، لمناقشة تداعيات خرجة بنكيران وحشد الدعم للتصويت على القانون الذي يصفه بنكيران بـ”الفضيحة”.
وبيّن هذا الاجتماع أن العدالة والتنمية وكأنه مقسوم إلى نصفين، النصف الأول يزكي مشروع العثماني والآخر يميل إلى أطروحة الرجل المثير للجدل، عبد الإله بنكيران.
وفي ظل هذا الصراع، أطلق أعضاء في حزب العدالة والتنمية داخل المغرب وخارجه نداء من أجل تصحيح مسار حزب “المصباح”.
ودعا أصحاب النداء أعضاء “البيجيدي” إلى التوقيع على المبادرة وتحمل “مسؤوليتهم التاريخية تجاه مشروعهم السياسي ورصيده المبدئي الذي بدأ يتعرض للتبديد”. وفق تعبيرهم.
ويسعى هذا النداء إلى “إنقاذ الحزب حتى لا يتخذ المسار نفسه الذي اتخذته أحزاب وطنية عريقة”.