وصف الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي والكاتب والمحلل السياسي خطاب الملك محمد السادس، والذي ألقاه مساء يومه الجمعة، بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية العاشرة للبرلمان، بـ”الصارم”.
وأضاف الكنبوري في تصريح لـ مشاهد24، أن خطاب افتتاح الدورة التشريعية حمل رسائل مهمة إلى الطبقة السياسية، لكن هذه المرة بشكل مختلف عن خطاب العرش السابق (31 يوليو 2017)، الذي انتقد فيه الملك الطبقة السياسية والمسؤولين في الدولة، فهذه المرة “انتقل الخطاب إلى لغة أكثر تهديدًا، بحيث نلاحظ أنه استعمل مصطلحات شديدة القوة، مثل الصرامة، وعدم التهاون، والزلزال السياسي”.
واستطرد الخبير السياسي، أن هناك إدراك ملكي قوي بأن خطابه السابق لم يفهم على حقيقته، أو لم يتم التعاطي معه بالشكل الكافي، بحيث إن الأمور لم تتحرك، ولذا نلاحظ أنه هدد بإمكانية إحداث زلزال سياسي، ما قد يفهم منه عدة إشارات: “تغييرات جذرية على مستوى الإدارات والمؤسسات، إعفاءات بالجملة في صفوف المسؤولين، محاسبة قوية للمسؤولين”.
ويعتبر المتحدث، أن جزءًا من الخطاب تضمن غضبة ملكية واضحة، ورغبة في إعطاء دفعة أقوى لمنطق المسؤولية وربطها بالمحاسبة.
وكان الملك محمد السادس، قد قال في خطابه، مساء يومه الجمعة، بمناسبة افتتاح البرلمان، إنه لن يتردد في محاسبة كل من ثبت تقصيره في مسؤولياته، مؤكدا “أن هناك تضخم في الاختلالات التي يعرفها المغاربة”.
وأضاف العاهل المغربي، “أن المطلوب هو إجراء المشاريع وتنفيذها ومتابعة دقيقة لمواكبة الأشغال”.
كما شدد قائلا: “لا نقوم بالنقد من أجل النقد ثم نترك الأمور على حالها، فهذا زمن الصرامة والمحاسبة”.
وأردف، “ما نقوم به هو من صميم صلاحياتنا الدستورية، ولقد نبهنا في خطاب عيد العرش السابق إلى ضرورة مواكبة المشاريع التنموية بالبلاد”.