دفعت الغصة والحسرة، التي تسبب فيها فشل المنتخب الوطني الجزائري في التأهل إلى مونديال قطر 2022، النظام العسكري، الذي كان يعول على مشاركة “الخضر” في هذا العرس الرياضي العالمي، لإلهاء الشعب عن الأزمة الداخلية الخانقة التي تتخبط فيها البلاد، إلى تجييش إعلامه الرسمي لمهاجمة المنتخبات الإفريفية الحاضرة في هذا الموعد، وخاصة منتخبي المغرب والكاميرون.
وحاولت الأقلام المأجورة لجنرالات قصر المرداية، الذين ما زالوا لم يتجرعوا ولم يتجاوزوا لحد الآن إقصاء “الخضر” في الثواني الأخيرة من المباراة التي جمعتهم بمنتخب الكاميرون، التقليل من النتيجة الإيجابية، التي حققها المغرب في أول ظهور له في المونديال، أمام منتخب كرواتيا، وأيضا من إنجاز منتخب تونس أمام الدانمارك، حيث تمكنا الاثنان من انتزاع نقطة ثمينة.
وبدل تشجيع المنتخبات الإفريقية، فضل إعلام كابرانات الجزائر نفث سمومه، متحدثا عن “عجز” المنتخبات الإفريقية الخمسة عن حصد نقاط الفوز، في الجولة الأولى من دور المجموعات لِمنافسة كأس العالم الجارية أطوارها هذه الأيام بقطر.
وقالت أبواق النظام العسكري إن “السنيغال استهلت المنافسة بِخسارة نتيجتها (0-2) أمام هولندا، ثم تعادلت تونس سلبا مع الدانمارك، وكررت بعدها المغرب النتيجة ذاتها مع كرواتيا، بينما خسرت الكاميرون بـ (0-1) أمام سويسرا، وانهزمت غانا بـ (2-3) أمام البرتغال”.
وواصل إعلام العسكر تهجمه على منتحبات القارة السمراء، مذكرا “وتكرر سيناريو مونديال ألمانيا 2006، ونقصد هنا مشاركة خمسة منتخبات إفريقية في كأس العالم. وحينها خسرت كوت ديفوار في الجولة الأولى بـ (1-2) أمام الأرجنتين، وانهزمت أنغولا بـ (0-1) أمام البرتغال، وخسرت غانا بـ (0-2) أمام إيطاليا، وانهزمت الطوغو بـ (1-2) أمام كوريا الجنوبية، وتعادلت تونس بـ (2-2) مع السعودية”.
وإذا كان قد أصبح مألوفا أن لا يفوت النظام العسكري الجزائري أي فرصة دون توجيه الانتقاد إلى المغرب بسبب ملف الصحراء المغربية، رغم إصراره على أنه “محايد” في هذا النزاع الإقليمي المفتعل، فقد بات يرتكب أخطاء صبيانية تجعله مسخرة لدى الرأي العام، حيث يهاجم منتخبات دول إفريقية مشاركة في مونديال قطر، لا لشيئ سوى لان منتخبه عجز عن التأهل للحضور في هذا الحدث الرياضي العالمي.