كتبه: حسن السوسي
أطلقت القيادة العسكرية الجزائرية ذبابها الإلكتروني كما سيقول البعض ( أما أنا فإنني أعتبرهم ذبابها فحسب) في حملة تضليلية شعواء على المغرب، في كل الاتجاهات في آن واحد، وبكل الوسائل الدنيئة دون تمييز. ويبدو أن الذباب المخابراتي الجزائري قد فقد البوصلة تمامًا، ولم بعد لديه أدنى إدراك بأبجديات الحملات الإعلامية حيث يتم الحرص على أن تكون نقطة الانطلاق فيها واقعة ملموسة، مادية أو اجتماعية أو سياسية يتم استغلالها بمختلف الوسائل لخدمة الأجندة الإعلامية أو السياسية التي من أجل الدعاية لها وتنفيذها تم تجنيد ذلك الذباب، في الزمان والمكان المحددين.
لكن الذي أصبح مؤكدًا، استنادًا إلى مفردات هذه الحملة التضليلية، هو أن البحث عن الوقائع لاقتناصها خدمة لأجندة النظام العسكري الجزائري المعادية للمغرب لا تسعف دائما الذباب المهووس باقتناص الفرص فابتدعوا لأنفسهم أسلوبًا خاصًا من صنع الدار أي يحمل دمغة “صنع بالجزائر” ويقوم، أساسًا، على اختراع وفبركة الوقائع التي تتلاءم مع مقتضيات تلك الأجندة؛ ولو كان ذلك على حساب الواقع والمنطق معًا. غير أن هذا لا يثير لدى ذباب المخابرات العسكرية الجزائرية أدنى تساؤل. إذ هو أمر عادي بالنسبة لأذرع تضليل نظام قام على التزوير والدس والتدليس، إلى درجة أصبح معها الحديث عن المصداقية والحرص على احترام الخبر وعقول الناس نوعًا من المطالب التعجيزية التي لا قبل للنظام العسكري بها، وبالتالي فإنه من الظلم، الذي ما بعده ظلم، مطالبته بالحجة في ذاك الذي ذهب إليه أو يذهب إليه. وهل نظام العسكر الكاتم على أنفاس الناس يسمح لمفردات مثل الحجة والدليل بالتسلل إلى قاموس ممارساته؟
لذلك نكتفي هنا بالإشارة إلى بعض هذه الاختلاقات والفبركات التي لا تقوم على أي أساس في الواقع الملموس، لأن هدف حصرها ضمن قائمة من قبيل المستحيل.
إن منها إذن:
– إطلاق العنان لخيالها المريض، بكل المقاييس، للحديث عن المغرب وموقفه مما يجري على ساحة الشرق الأوسط من تطورات، آخرها إعلان التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تحت الرعاية المباشرة لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. فقد اعتبرت وسائل إعلام النظام العسكري الجزائري أن فرصة ثمينة قد سنحت لها للغمز في قناة المغرب وبناء سيناريو لطبيعة موقفه الذي اعتبرت أنه على لائحة الدول التي ستطبع مع إسرائيل في القريب العاجل. وهي تعلم علم اليقين أنها كاذبة ومغرضة في هذا الذي ادعته واختلقته متناسية أن المغرب يملك كل عناصر الدولة المستقلة وأن قراره لا يحتاج إلى إملاء من أي جهة كانت وهو محصن بمواقفه المبدئية من القضية الفلسطينية والإجماع الفلسطيني ودوره الرائد على رأس لجنة القدس ممثلا بجلالة الملك محمد السادس.
أما التساؤل حول أي أساس اعتمد ذباب النظام العسكري الجزائري للرجم بالغيب فهذا من الأمور التي لن تخطر على بل ذلك الذباب لأنه ذباب وكفى.
– فبركة تفاهة أخرى قدمت على أنها خبر، نسب إلى وسيلة إعلامية دولية ( روسيا اليوم) حول الملكية المغربية حيث تم التكهن بانتهاء الحكم الملكي في المغرب. كما تم زعم أن هناك توترا كبيرا وحالة طواريء خطيرة بالبلاد وغير ذلك من تخيلات وهلوسات مرضى القيادة العسكرية الجزائرية التي رافقتها مثل هذه الأوهام لعشرات السنين. لكن هيهات ثم هيهات لتمنيات الذباب أن تتحول إلى واقع.
ولقد وجهت روسيا اليوم التي نسبت إليها هذه الفبركة البئيسة ضربة قاصمة لأصحابها، عندما نفت، بشكل قاطع، أن تكون مصدرا لأي فبركة من هذا النوع.
إن المغرب يعرف جيدا أن ضغائن النظام العسكري الجزائري لن تتوقف في أي يوم الأيام. لذلك ففي الوقت الذي يظل فيه يقظًا تجاه الدسائس هذا الوباء الجار، ( أقصد النظام العسكري البئيس بالذات)، فإن من حقه أن يعلن بكل ثقة: سقف بيتي حديد ،،، ركن بيتي حجر كما قال الشاعر العربي.