التسامح قيمة إنسانية عظيمة لا يسمو لها إلا من نقى قلبه، ومن النماذج التي تعبر عن ذلك، مسامحة ابنة، تدعى إيلينا كوينتانيلا، 21 عامًا، لوالدها الذي تخلى عنها وهي رضيعة، لتنشأ في رعاية أجدادها بنيكاراجوا.
وكانت “إيلينا” لا تجد إجابة عندما كانت تسأل عن والدها وملامحه، وفيما بعد علمت أن اسم والدها “إرنيستو” وأنه عاش في مجتمع لا تيجانا، ودوما ما أرادت إيلينا مساعدة الأطفال المحتاجين، لذلك بدأت التطوع في برنامج “الغذاء من أجل الجياع في نيكاراجوا” وسرعان ما أصبحت موظفة، تساعد الأطفال وتتقاسم معهم القيم النبيلة.
وبحسب “foxnews”، خلال إحدى دراسات الكتاب المقدس للعاملين، ظهر موضوع المغفرة، وقالت إلينا: “اعتقدت أن هناك شخص ما أحتاج أن أسامحه في قلبي، والدي”، وبتلك المرحلة، كان حلمها هو مقابلة والدها واحتضانه وليس إلقاء اللوم عليه أو معاتبته لتركها في هذه السن المبكرة.
وذكرت إلينا بأنها في أحد الأيام كانت تعمل في مدرسة تيخانا لمساعدة الأطفال على الكتابة عندما اقترب منها صبي كان له نفس اسم عائلتها، وعندما سألت عن اسم والده كانت تشعر في قلبها أنه أخيها، لذلك كتبت اسمها على ذراعه ليراها والده.
وحينما عاد الصبي إلى المنزل قال: “بابا ، هل لديك ابنة؟” وأظهر له ذراعه، وحينها قال الأب ارنستو: “سألت الرب يعطيني القوة لمساعدتي في معرفة كيفية التحدث معها، الشيء الوحيد الذي أردت أن أطلبه منها، اغفري لي”.
وبالفعل ذهب الوالد إلى المدرسة، وعند وصوله قابلته إيلينا وسألته عن من يبحث فقال “ابنتي”، فأجابت إلينا “أنا ابنتك”، ومن خلال الدموع والعناق، لم شمل الأب وابنته بعد مرور 20 عامًا.
وقالت إلينا: “في تلك اللحظة، كنت أعلم في أعماق قلبي أنني سامحت والدي لكنني لا أريد أن أخبره، كنت أعرف في قلبي أن شيئًا جديدًا سيحدث، كل شيء يحدث لخطة وهدف ولكل واحد منا قصة، قصة كتبها الله”.
والآن تواصل إلينا الاتصال بوالدها وزوجته وإخوانها الصغار وأخواتها، وتواصل العمل من أجل إطعام من الجياع في طاقم رعاية الأطفال.