الاستثناء التونسي تحت رحمة الميليشيات الليبية، فبعد اجتياز تونس المرحلة الإنتقالية بسلام، ونجاحها في تشكيل حكومة منتخبة ديمقراطية، لها من الأغلبية ما يؤهلها للوفاء بإلتزاماتها تجاه التونسيين، أصبحت البلاد رهينة خلافات سياسية حادة تعصف بليبيا اليوم المجزئة إلى مركزي قرار، الأول بطبرق، معترف به دوليا، والثاني في طرابلس، بينما تدير قوافل المسلحين الحدود التونسية الليبية، لتجد تونس نفسها أمام تهديد فعلي من قبل ميليشيات تجهل ولاءاتها .
وضع أربك الدبلوماسية التونسية، فوزير الخارجية الطيب البكوش حائر بين المركزين ، تارة يخاطب حكومة عبد الله الثني وتارة أخرى يوجه خطابه لخليفة لغويل.
على الأرض واقع مغاير تماما، كلمة الفصل فيه لميليشيات متشددة تعتمد أساليب احتجاز الرهائن والمقايضة سبيلا لتحقيق مآربها، وللتذكير فقد تم اختطاف الإعلاميين التونسيين، نذير القطاري وسفيان الشورابي، اللذان تتضارب الروايات الرسمية وغير الرسمية حول مصيرهما.
اختطاف الصحفيين، تلته عملية اختطاف أخرى لعشرات التونسيين العاملين في ليبيا، جاءت كرد فعل على اعتقال السلطات التونسية القيادي في قوات فجر ليبيا “وليد القليب” في مطار تونس.
التهديدات الأمنية المتعاظمة على الحدود الليبية لتونس، قادت الرئيس الباجي قائد السبسي إلى فرنسا، ليحط الرحال بباريس ويضع مفاتيح مشروع السياج الحدودي الإلكتروني بين يدي شركة فرنسية.
مشروع ضخم يفصل تونس عن ليبيا، باهظ الكلفة، تقبله تونس على مضض عله يقيها زحف الإرهابيين.
وبعد فرنسا حمل قائد تونس ملف بلاده الأمني الثقيل الى البيت الأبيض.
في واشنطن تحصل الباجي قائد السبسي على تعهدات بضمان استقرار وسلامة تونس، وفيها أيضا تلقى من الرئيس الأمريكي ضمانات لإنجاج التجربة الديمقراطية الحديثة العهدة في تونس
تطمينات أوباما يقابلها خطاب محبط للمبعوث الأممي لليبيا برناردينيو ليون، تحدث فيه تحدث فيه عن صعوبة إيجاد حل للأزمة الليبية بسبب التركيبة القبلية لليبيا وأيضا نتيجة غياب ثقافة الديمقراطية لدى الليبيين، وهو إرث من تركة القذافي.
تصريح المسؤول الأممي يوحي بأن الأزمة الليبية دخلت نفقا مظلما وأن استنجاد السبسي بالعواصم الغربية لمواجهة الإرهاب على الحدود التونسية الليبية، متواصل الى حين.
“ميدي 1 تي في”