ما هذا الهراء الذي بدأت تتفوه به الوالدة منذ مدة لم أعي ما تقول بادئ الأمر فسألتها من هذه الجنية التي إسمها السعدية أيضا يا أمي أجابتني وهي تصحح المعلومة أقصد الفتاة التي كنت تنظر إليها صباح اليوم في الحفلة التي قام بها والد الطفل من أجلك سميتها السعدية وهي خدامة فالصالون هكذا إذن وهي بنت وليست جنية وتعمل في صالون النساء بدأت تظهر علا مات الإستغراب والتساؤل على وجهي “فهمتني أمي دون أن أحتاج للسؤال” ثم قالت لي “لقد جاءوا إلى المدينة منذ فترة قصيرة واستقروا بحينا هنا في منزل با مسعود” ها هي أمي تريح قلبي المكلوم وتعطيني بعض الإطمئنان ولكن مازلت لم أعرف أهي متزوجة أم عزباء أو مرتبطة ومازال قلبي يكابد نار الحب وأردت أن أبين لأمي أنه لا شيء يوجد بيني وبينها الأن فقلت له “أمي لم أكن أنظر إليها بالضبط فقط كنت مشغول البال وشرد بصري قليلا في إتجاهها ليس إلا” نظرت لي أمي بمكر وحال لسانها يقول أجل يا ولدي أعلم أن سي الشريف دائما مشغول وليس لديه الوقت لهذه التفاهات على العموم ليس مهم فلقد كنت سأخبرك بأمر مهم عن الفتاة لكن يظهر أنك غير مهتم ها هي أمي تلعب معي لعبة التشويق والإثارة التي أفعلها مع زبائني وفعلا نجحت في غايتها فقلت لها “لا لا يا أمي لست مشغول الأن وأنت تعلمين أني أهتم دائما بحال الجيران وأهل الحي هيا يا أمي أخبريني ما عندك قلت لها وأنا أتصنع دور الشريف الوقور الذي يهتم لأبناء حيه إبتسمت أمي إبتسامة الإنتصار…
وقالت لي بتصنع الله يعونك أولدي ويخليك لهاد ولاد الحي بركة ورحمة أجبتها باقتضاب أمين أمين هات ما عندك وهنا تقول أمي البنت يا ولدي “كيفما شتي أية من الجمال وعندها أخلاق عالية والأسرة ديالها أسرة محترمة غير هي أولدي ما كيصدقش ليها زواج شحال من مرة تخطبات وما كيكملش الزواج سمعت أولدي دايرين ليها تقاف إعطيها تساع ولا غتنحسك معها وها أنا علمتك وأنت تعرف” فرحت جدا من كلام الوالدة فها هي الجميلة ليست متزوجة ولا مرتبطة والأجمل من هذا أنها دخلت ملعبي وميداني وأن الطريق إليها مفتوح ولأزالة هذا النحس والعكوس الذي يطاردها وهنا يأتي دوري وعملي الذي أتقنه بالطبع سأحتاج إلى والدتي في هذا الأمر وقبل كل هذا كيف أن أقنعها بأني سأتزوج هذه الفتاة وأرغمها بالقبول ولهذا الأمر أعددت خطة محبكة مر الوقت بسرعة كالعادة ووصل موعدي مع المدير الأبله لو لم يكن العمل إنساني لكنت بدأت في خطتي للزواج من السعدية التي ظلت ملامحها مرسومة في قلبي منذ ذاك اليوم…
ذهبت عند المدير حسب الموعد المحدد وجدته ينتظرني بالبيت ولم أجد الشاب عنده لم أرد أن أسبق الأحداث كان قد أعد مائدة الضيافة بأشهى الأطباق أقسم بالحرام على أبنائه أن أكل من الطعام ولم أكن من النوع الذي يأكل كثيرا ولكن لذة الأطباق وجودتها جعلتني أكل بمتعة ولذة وزادت من تشجيعي هذه المائدة في التفكير بالإستقرار فأن تكون لك زوجة جميلة تهتم بحالك وتؤنس وحشتك وتعد لك ألذ الأطباق فكل هذه الأشياء لن تمنعك من تحصيل العلم بل على العكس ستمكنك من تحقيق قانون الطبيعة في ذاتك… أتممنا الأكل وطلب المدير الشاي من الخادمة وهو يقول لقد كان حيوي نشيط لا يكل ولا يمل من الحركة والغناء وكنت أريه لكل أقاربي وضيوفي حتى وقعت الواقعة فمنذ فترة قصيرة أصابه الخمول والكسل ولم يعد كما كان أظن أن العين أصابته سألته بإهتمام وأين هو الأن ضروري أن أفحصه وأكلمه أجابني المدير الغبي أجل أجل سوف أحضره من القفص وذهب بسرعة وتركني ذاهلا حائرا لا أدري ماذا أفعل أيعقل بهذا المدير الغبي أن يضع إبنه الشاب في قفص س كيف سمح له قلبه أم أن الفتى تنتابه نوبات عصبية تجعله يقلب الدار رأسا على عقب فكان من المفروض إلجام حركته ولو بوضعه في قفص مع هذا المدير البليد كل شيء ممكن فجأة دخل المدير وهو يحمل في يده طائر ببغاء وهو يتكلم مع الخادمة فصعد الدم إلى رأسي وأنا أرى هذا الغبي وسألته بغضب أين الشاب المريض أم أتيت بي هنا لتتسلى ليس لدي وقت لأضيعه معك أيها المعتوه سأرحل الأن وإياك أن تتصل بي مجددا…
نظر إلي المدير وهو متوتر وقال بصعوبة عن أي شاب تتحدث يا “سي شريف” ها هو المريض إنه ببغائي “ريكو” لقد أهداني إياه أخي الذي يعمل في إفريقيا الوسطى منذ عامين كان بحالة جيدة منذ قدومه ولكن منذ مدة ليست بالقصيرة أصابته قوى الشر وأصبح حاله كما ترى تسائلت في نفسي كيف يمكن لشخص غبي مثل هذا لدرجة أنه لا يعرف حتى كيف يوصل المعلومة بالطريقة الصحيحة أن يكون مدير مدرسة تخرج أجيالا من الأطفال وصغار الوطن نظرت إليه بغضب شديد حتى كاد الرجل أن يهرب من نظراتي ولكنني تجاوزت عنه على الأقل لحبي لهذه الكائنات الجميلة التي لا تستطيع التعبير عن أحزانها وألامها كالإنسان وتكتفي بالإنزواء والإنغلاق على نفسها حتى تخرج روحها وأنا لن أترك هذا الببغاء يموت هكذا ببساطة فأنا من عشاق الطيور فسطح البيت مليء بأنواع الحمام والطيور لذلك لن أجد صعوبة في التعامل مع هذا الطائر وفجأة سقط الببغاء من على يدي المدير مغشيا عليه وهو يخرج أصواتا غريبة وريشه يرتعش بشدة…يتبع