إستغربت من جرأة المتصل ومناداته لي بهذا اللقب السخيف شخص واحد هو من يستخدم هذا اللقب إنه مدير المؤسسة التعليمية المعتوه أجل هو فأنا لا أنسى رنة الأصوات بسهولة أجبته وأنا أكتم غضبي وأخفض من صوتي ماذا تريد يا مدير القرود ومربي القنافد في يومك هذا أجابني وهو يصرخ بغبائه الله أكبر “أسي دوبل طيط” كيفاش عرفتني غير من صوتي ها هو يكرر نفس اللقب مرة أخرى ويزيد من إستفزازي فقررت أن أوقفه عند حده وأجبته وأنا أعظ على أسناني “واش ما قالش ليك العساس ديالك أن سميتي سي خالد والناس كتعيطلي السي الشريف إلى بقيتي تتقول هاد “دوبل طيط” غادي نفرشك مع الأساتذة صحابك والتلاميذ وأنت عارف والخبار فراسك”…
أنا لم أقصد شيء فقط فكرة برزت في رأسي فجأة وطبقتها على أرض الواقع ومن الواضح أنها أعطت ثمارها وها هو المدير يتوسل لي ويتمتم قائلا المعذرة يا سيدي زلة لسان فقط من اليوم لن أذكر موضوع “دوبل طيط” هذا أرجوك الستر جميل والله أمر به “فالناس أسرار وكل واحد منا لديه سر الخاص به إما أن يسعده أو يصيبه بمقتل من كتاب أفلاطون جزء أسرار الكون” كم هو جميل أن تكون واسع الثقافة وسط عالم بسيط مازال يؤمن بالخرافة والأساطير حينها يكون لك لجام العربة ومقود السيارة وألة تحكم في أي إتجاه شئت وإلى أي مكان أحببت أجبته بلهجة الواثق هكذا إنضبط وتعلم كيف تخاطب الناس والأن ماذا تريد لقد أزعجتني فعندي ضيوف مهمين يا وجه الزفت أجابني وهو يتنفس بصعوبة من الإنفعال لدي حالة مستعجلة فشخص عزيز على قلبي مريض لا يأكل ولا يشرب ولا يتكلم منذ فترة طويلة أوشك على الموت أو الإنتحار تعجبت من كلامه هذا فهذه تقريبا نفسها الأعراض التي كانت عند الطفل أهي موجة من الإكتئاب والحزن إنتشرت في المجتمع أم عدوى إنتقلت مع الرياح أم هي مجرد صدفة مرة أخرى وحاولت أن أخذ بعض المعلومات فسألته مستفسرا ما عمر هذا الشخص أجابني بسرعة 17 سنة يا سيدي مرة أخرى المراهقين ريان في بدايتها وهذا الشخص في أواخرها سألته مرة أخرى أيتكلم هذا الشاب أم عاجز عن الكلام أجابني المعتوه لا يا سيدي لقد كان يغني صباح مساء لا يكل ولا يمل وفجأة إنطفأت شمعة الحماس والسعادة التي كانت فيه إذن بطل قضيتنا هذه فنان وأنا أقدر الفنانين…
لدى كان علي أن أنهي المكالمة وأجمع كل المعلومات حول هذه الحالة الجديدة فالحالة خطيرة كما أخبرني هذا المدير ولا تحتمل الإنتظار فيمكن للمريض أن يموت من نقص الماء والطعام أو يقوم بشنق نفسه وينتحر فهذه الحالات معروفة من قديم الزمان ومازالت تحدث وستظل تحدث إلى أجل غير مسمى لأنها تدخل في تركيبة النفس التي لا يعلم أسرارها إلا الله سبحانه عز وجل لهذا سألته أخر سؤال هل ذهبت به عند الطبيب وكأني كنت متوقع الإجابة فقد قال لي نفس كلام الأم سابقا أجل أسي الشريف ليس طبيب واحد بل عدة أطباء فحصوه جيدا وكلهم أثبتوا أن جسده يخلو من الأمراض وأن المشكلة عنده غير معروفة بتاتا سألته عن عنوان المنزل فأجابني هو نفس عنوان المدرسة لأنه يسكن في المسكن التابع للمدرسة الخاص بالمدير وضربت معه موعدا غدا وراء صلاة العصر لأرتب أوراقي وأعد نفسي جيدا لهذه الحالة الخطيرة غلقت الهاتف وإلتفت إلى والد الطفل محاولا إكمال الحوار معه وما إن إلتفت نحوه حتى إلتقت عيني بعينها وأصابني سهم من سهام “حب كيوبيد” إله الحب عند اليونانيين فنسيت الولد ووالديه والهدية و”الدقيقية” الذين يرددون أغنية شعبية معروفة أش داك تمشي لزين وانت يا رجل مسكين وزمان يغلبك في الحين إلى تتمة الأغنية ولما أصابني بسحر عيونها قررت أن أمشي للزين وأنا لست رجل مسكين بل أنا سيد القوم الأن و”بالفور أشيفور” أظنها إبتسمت لي أو ألقت علي التحية لا أذكر فأنا حينها كنت غائبا عن الوعي وأمي التي لا يخفى عنها شيء فيم يخص أبنائها وأحوال بيتها نظرت لي ولها ثم أطلقت زغرودة جميلة جدا ظل صداها في أذني لساعات وظلت عيناها مرسومة في قلبي لسنوات زغرودة فأل خير ثم فجأة غاب القمر دخلت إلى محل الحلاقة الخاص بالنساء…
وجه لم أره من قبل في الحومة أظنها فقط زبونة سوف تزين نفسها وتذهب عند صاحب نصيبها نظرت إلى والد الطفل وهو يودعني ويقول السي الشريف الله يرزقك الذرية الصالحة وبغيت ربي عمر شي حاجة خايبة تأذيهم ويترباو في عزك إنشاء الله رددت أمين أمين وحال لساني يقول يجب أن أجد أمهم أولا وبعدها لتأتي الذرية الصالحة إنشاء الله وفجأة إنبعث “عبد الواحد لينݣوص” “وميمون صعصع” معنا كالعفاريت وهم يتسابقون على تقبيل يدي وقالوا لي في نفس اللحظة “نطلعو ليك هاد الهدية والخروف للسطح ضحكت في نفسي فهؤلاء لا يعرفون صباح ولا مساء لتعاطي المخدرات فعجل ما شاء الله يرونه خروف قلت لهم نعم إفعلو وحذاري أن يهرب العجل أو أن تكسروا شيء ثم نظرت إلى أمي وقلت لها موصيا “فاش يساليو تهلاي فيهم الوالدة” وصعدت إلى المنزل وأنا في حالة يرثى لها فلم أرزق طعم الحب منذ المراهقة وجل علاقاتي كانت من طرف واحد طبعا من طرف “بوݣوص الليسي دوبل طيط” وبدأت أغني مقطع من أغنية الراحل العندليب الأسمر قارئة الفنجان ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان ستسأل عنها موج البحر لم أكن أتوقع يوما ما أن أجد نفسي فريسة للحب والغرام فأنا جعلت من العلم محرابي ومن الكتب حبيباتي وفجأة كعادتها أمي تطرق باب غرفتي وتدخل وتقول سميتها السعدية وهي جنية خدامة…يتبع