أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس الخميس في مقره بمدينة نيون السويسرية، عن البلد الفائز باستضافة نهائيات كأس أوروبا 2024, حيت انتصر الملف الألماني على نظيره التركي لتخفق مرة أخرى تركيا في استضافة بطولة أوروبا.
وقد سبق لفيليب لام، القائد السابق للناشيونال مانشافت والرئيس الحالي لملف ترشيح بلاده لاستضافة الحدث القاري، أن قال “نحن أمة كروية وجماهيرنا ترغب دوماً بإظهار شغفها لكرة القدم”. وقد عرف الملف الألماني أفضلية نتيجة لخبرة ألمانيا الواسعة في تنظيم بطولات كبرى، حيث إنها استضافت كأس أوروبا 1988 وكأس العالم 1974. وبعد سقوط جدار برلين عام 1989، حظيت بشرف استقبال نهائيات كأس العالم 2006. في حين تقدمت تركيا بالترشيح لاستضافة البطولة القارية للمرة الرابعة، كانت آخرها خسارة السباق لصالح فرنسا عام 2016.
ويتضمن الملف الألماني، حسب تقرير الاتحاد الأوروبي، عدة نقاط إيجابية على عدة أصعدة كالملاعب، حيث قدمت ألمانيا عشرة ملاعب قائمة وجاهزة. فيما تحتاج تركيا إلى إعادة النظر في ملعبين يجب إعادة بنائها وتجديدها. بالإضافة إلى القدرة الاستيعابية للجماهير والتي تفوق نظيرتها في تركيا، الشيء الذي يطرح إشكالية توفير مزيد من عائدات التذاكر.
كما تعرف ألمانيا أيضا تفوقا ملحوظا في مجال النقل، بحيث تتوفر على شبكة متطورة من الطرق، السكك الحديد وشبكة جوية جاهزة لنقل المشجعين بين المدن المضيفة. وفي هذا الصدد، أشار تقرير الاتحاد الأوروبي أنه في تركيا “يعتمد السفر على النقل الجوي، كما أن حجم الأعمال التي يتعين القيام بها في الإطار الزمني المحدد يشكل مخاطرة”.
أما في مجال حقوق الإنسان، الذي غدا إحدى المعايير الأساسية لتقييم ملفات الترشيح، فيشير الاتحاد الأوروبي بشكل لا لبس فيه إلى أن “عدم وجود خطة عمل في مجال حقوق الإنسان أمر يثير القلق في تركيا. ” وأضاف أنه لا توجد مثل هذه المخاوف في ألمانيا مع المستشارة أنغيلا ميركل. غير أن اتهامات بـ”العنصرية وقلة الاحترام” التي واجهها اللاعب الدولي الألماني، من أصول تركية، مسعود أوزيل في يوليو الماضي، تعتبر نقطة سوداء طرحت أكثر من سؤال حول قدرة الاتحاد الألماني على دمج ذوي الأصول المتنوعة بشكل مناسب. الشيء الذي دفع بأوزيل إلى اعتزال اللعب دوليًا متحدثاً عن وجود “عنصرية” في المنتخب وقلة الاحترام، خاصة بعد المستوى الباهت الذي ظهر به منتخب المانشافت في مونديال روسيا 2018.
وفي تقرير لمجلة “در شبيغل” نشر في أكتوبر 2015، كشف عن دفع رشاوي بقيمة حوالي 7 ملايين يورو لشراء أصوات أعضاء الاتحاد الدولي “فيفا”، الذين غيروا أصواتهم فجأة لتفوز ألمانيا على جنوب افريقيا 12-11 صوتا بعد عملية التصويت عام 2000. وبعد كشف هذه الفضيحة من طرف “در شبيغل”, تم فتح تحقيق جنائي هم منظمين كبار أمثال القيصر بيكنباور.
وتكون تركيا بذلك قد أخفقت للمرة الخامسة في مساعيها لاحتضان منافسات البطولة الأوروبية.