…ثم ذهبت إلى دولابي الخاص لجلب عطر يصلح للرجال والنساء يعتبر مهيج جنسي هو أيضا كالشوكولاطة صنع أجنبي موضوع جنبا إلى جنب وقلت لها لا تقومي بفعل هذه الأشياء إلا عندما يحين وقت قدوم زوجك من العمل ولا تضعي العطر وأنتما تتناولان وجبة العشاء الخاصة التي سأعطيك وصفتها ها هي خذيها تململت الزوجة قليلا فإذا بأصوات تزلزل المكان “طوز طوز” ما هذه الغازات أيضا في هذه اللحظة سمعت صوت عبد الواحد “لينݣوص” قادم من الشارع بعد أن سمع صوت الغازات وهو يصيح الله أكبر “هذي شي رعدة ضربات في أوريكا الله يحفظ وصافي” رد عليه ميمون “صعصع” وهو يقول “يعلم الله إلى هاذ ثلاث تفرݣيعات” إلى هذا عيد صغير قرب ضحكت مع نفسي من كلامهما فهما يوجدان تحت النافذة مباشرة وأظن أنهم وصلهم بعض “الصهد والحر” الذي نحن فيه مع هذه السيدة المسكينة وأخذا يؤولان كل شيء على حسب مزاجهما وهواهم وكزتني أمي بكوعها وهي تقول لي في أذني هاد السيدة ميؤوس منها يا ولدي لا أحد يطيق عشرتها ولو كان أبوها وأخوها أجبتها بهمس زوجها يقبل بها والدليل على هذا أنه لم يطلقها إلى حد اليوم نظرت إلى السيدة برفق وأنا أقول لها لا تخجلي ولا تلومي نفسك فهذه الأمور تحدث بلا إرادة الإنسان بالإضافة إلى أنني أصبحت أخاك فلا تخجلي فكادت أن تفقد وعيها من شدة الخجل والحياء وتمتمت بصوت خافت لقد قالت لي إبنة عمي أن أكل اللوبيا البيضاء والموز يوميا ينظف القولون ويطرد الغازات أه على غيرة النساء وحسدهن لقد إستغلت هذه الأفعى سذاجة إبنة عمها وحاولت تدمير حياتها الزوجية بكل الطرق وبكل أشكال الغدر والخيانة….
نظرت إليها بصرامة وأنا أقول منذ اليوم ستتركين كل الكلام الذي قالته لك إبنة عمك وترميه في سلة المهملات منذ اليوم ستطبقين كلامي حرفيا وبلا نقاش إذا كنت فعلا تريدي أن تجتمعي مع زوجك من جديد بدأت أتصفح كتاب وصفات الحكماء لعلي أجد وصفة أعطيها لهذه المرأة لتتخلص من كم الغازات المخبئة في بطنها فاستغلت أمي الفرصة وإقتربت من السيدة وهي تقول لها بهمس “واش أعباد الله اللوبيا كتحيد الطزطيز وأنت فين عايشة شتي كون ماجيتيش عند ولدي كون طلقك راجلك وݣلس بنت عمك حداه في بلاصتك” إنحنت السيدة المسكينة وهي تقبل يدي أمي وتقول أشريفة “أنا تراب درجليكم غير يرجعلي راجلي ويهنيني من هاد لفعة الݣرطيطة ديال بنت عمي”…
كنت قد شارفت على الإنتهاء من كتابتي لوصفة طبيعية مكونة من العسل والليمون لإزالة الغازات وأمي تقول للمرأة حاجتك مقضية إنشاء الله “غير ديري داكشي لي كيقول ليك السي الشريف” كما إنتهيت من كتابة البرنامج الذي ستمشي عليه الزوجة وأوصيتها بوصفة تقوم بزيادة الخصوبة عند المرأة وعند الرجل معا مع باقي التعليمات التي أمرتها بفعلها وهنا يأتي دور الجانب النفسي وملأ الروح والجسد بطاقة إيجابية فكان من الضروري زرع الأمل والتشبت برحمة الله الواسعة فقلت لها وأنا مغمض العينين بعد مرور عشرة أيام من الأن ستسمعين خبرا صارا وستلاحظين أن زوجك مازال يحبك ويعشقك ولكن المهم أن تطبقي كلامي بحذافيره كما أمرتك نظرت وهي تكاد تتوسل فعلا يا سيدي سنرجع كالسابق ويمكن أن نرزق بأولاد أجبتها بكل ثقة “الله جل شأنه يحيي العظام و هي رميم” وكان علي أن أزرع الثقة بنفسها مجددا فقلت لها مقلدا بعض الفقهاء “سيري أبنتي وكوني هانية جوادي معاك وراها حاضياك “…
ذهبت المرأة وقد زرع في صدرها الأمل من جديد وهي محملة بالوصفات التي أعطيتها إياها وبعض المواد العلاجية التي كانت متوفرة عندي ولم أقبل أن أخذ من عندها درهم واحد وإشترطت عليها أن لا تدفع لي المال حتى تعالج ويفك سحرها ونحسها أما أمي فلن تترك السيدة تذهب بسلام دون أن تصر عليها بإحضار الفتوح والبياض في المرة المقبلة ولما سألتها المرأة عن الأجر قالت لها أمي بسرعة وكأنها تنتظر هذا السؤال “جوج منيول أبنتي وهادي غير ليك نتي أما واحدة أخرى نطلب ليها كثر” الواضح أن أمي أعجبها رقم “المنيول” هذا وبدأت تتحدث إلا بالمليون ربما سأجني ثروة وأنا معي سكرتيرة ناجحة كأمي غادرت المرأة وذهبت أمي لتحضير العشاء وبقيت وحدي في غرفتي أتأمل هذه النفس البشرية التي فقط ولمجرد إشباع حقدها الأسود وغلها الدفين يمكن أن تهدم عش زوجين بريئين لا ذنب لهما سوى أنهما من نفس القرابة وتبني سعادتها على حطام الأخرين…
وفجأة أسمع طرقات خفيفة على الباب أمي مشغولة بتحضير العشاء والنصاب الصغير غير موجود في الدار إذن لأنزل من خلوتي وأتواضع وأرى من الطارق في هذا الوقت نزلت على عجل لأفتح الباب وذهني شارد في أمور شتى وفتحت الباب بغتة فإذا بي وجها لوجه مع محبوبتي السعدية يا لا هذا الحظ الجميل أن يكون أخر وجه أراه هذه الليلة وجه السعدية أرادت تقبيل يدي وهي تقول عفوا أسي الشريف على الإزعاج حاولت إخفاء إرتباكي وتوثري متظاهرا بالرزانة والعفوية لا لا ليس هناك إزعاج أنت جارتنا والنبي عليه الصلاة وصى على الجيران أجابتني وعينيها في الأرض هذا هو “المظنون أسي الشريف” كنت فقط أريد بعض الماء من عندكم نظرت إليها متسائلا وأنا أقول على الرحب والساعة ولكن هل قطعوا عليكم الماء أم ماء المحل لا يعجبك؟ أجابتني على إستحياء لا لا يا سيدي أنا فقط أتبرك من مائكم أدامكم الله لنا بركة وسند ها هي الفرصة التي أنتظرها من زمن قد جاءت عندي وهي “تفركل” فقلت لها إن إحتجت أي شيء لا تتردد في طلبه مني أو عندك أي مشكل كيفما كان قوليه لي فأنت واحدة من أبناء الحي الأن…
رفعت رأسها لتنظر إلي بامتنان وإلتقت العينان لأول مرة أحسست خلالها أني أطير في الجنة بلا أجنحة وخفضت عيناها بسرعة وقالت هذا هو المظنون فيكم أسيدي “دابا نجي لعندكم وإن شاء الله يكون خير” فرحت غاية الفرح وأحسست بأني سأنال ما أريد وأن الحظ معي في هذه الأونة وأن مرادي على بعد خطوات مني ثم سمعت أحم أحم هل الوالدة موجودة هنا ردتني إلى الواقع بسؤالها هذا فأجبتها ببعض الإرتباك لا لا يا سيدتي أعطني القنينة لأملأها لك بالماء دخلت إلى الدار وقلبي يرقص طربا فكرت بأن أكتب رسالة غرامية أعطيها لها في يدها أو أطلب رقم هاتفها أو “أتيها من الأخر” وأطلبها للزواج أفكار مجنونة دارت برأسي ملأت القنينة بسرعة وعدت إليها وأنا أطير وقد قررت أن أصارحها بحبي ورغبتي بالزواج بها فأنا أتيت المنزل من الباب ولم ألتف من الخلف أو أدخل من النافذة كما يفعل معظم شباب هذا الجيل اليوم وصلت عندها ووجدتها تنتظرني أعطيتها القنينة وأغمضت عيني لأقول ما في قلبي وأرتاح فإذا بالهاتف الملعون يرن فجأة من يا ترى يتصل بي في هذا الوقت المتأخر من الليل ألو السي الشريف ها العار إلى ما جي عندي باغي نشوفك ضروري…يتبع