في اليوم التالي استيقظنا باكرا لكي نسافر إلى شمهروش من اجل الذهاب إلى محكمة الأسرة الخاصة بالجن لكي اطلق الجنية بنت ملك السينغال المهم وصلنا إلى محطة ولاد زيان تجمهر علينا “كورتيات” {فين غادي أخويا… مرحبا بيك… خويا نديك نتا والحاجة فين ما بغتي} وفي لحظة سمعت “وا دوبل طيط وا دوبل طيط” لم أريد أن ألتفت لأن أمي معي ثم في لحظة قلت لأمي سأذهب إلى المرحاض ابتعدت عنها والتفت فإذا بي أرى “ولد درب عبيقة” هو الذي ينادني فذهبت نحوه بسرعة وأمسكته بقوة من عنقه وقلت له بغضب يا ابن العاهرة الم ترى أن أمي معي وأنت تنادني بـ “دوبل طيط” فقال لي وعلامات التعجب عليه كنت أظن أن أسمك في الحالة المدنية هو “الدوبل طيط ” هنا قلت له ” كتخدم عليا الخيبرة ديالك ” المهم علاش كتعيط عليا فقال لي أردت مساعدتك فقط أين تريد الذهاب قلت له مراكش فقال لي زهرك كيهرس لحجر لكار لي معيا غدي لمراكش فقلت له بكم ثمن الرحلة فقال لي 20 درهم فقلت له “أواه باقين دايرين طريفة ديال الثمانينات ” ضحك وقال “أشمن ثمانينات راه على وجه الحاجة ونتا ولد درب” هنا عانقته وقبلت رأسه وقلت له فعلا الصديق وقت الضيق وقلت له أين الحافلة التي سنسافر بها فقال لي اتبعني تبعته فأشارة إلى حافلة رائعة جدا ومن نوع الممتاز هنا فرحت كثيرا وأعطيته 10 دراهم على معروفه المهم ذهبت عند أمي قلت لها هيا سنذهب لنصعد للحافلة…
صعدنا الحافلة وما هي إلا دقائق وبدأ يصعد الباعة المتجولين كل شخص وماذا يبيع لكن كان معهم شخص مميز يلبس بدلة رسمية “كوستيم وكرفطا” وقف بالقرب من مكان السائق انتظر حتى انتهى جميع الباعة الأخرين من تجارتهم واستتب الهدوء في الحافلة وقال السلام عليكم يا أحباب الله صراحة عنده صوت مميز ورائع نقي وجودته تفوق جميع المذيعين في قنواتنا المهم بعد السلام قال معكم الدكتور محمد القشتالي حاصل على 7 دكتورات في علوم الكيمياء والفيزياء والنانو سافرت جميع أنحاء العالم تقريبا إلى 150 دولة إلتقيت بجميع الكائنات الحية والميتة المتواجدة على سطح الكوكب المرئية والغير المرئية المهم وأنا في قرية “جينوسيمرتا” في جبال الأنديز اكتشفت أن سكان تلك القرية يستعملون عشبة غريبة ليعالجوا أمراضهم الخطيرة والمستعصية أخدت تلك العشبة وقمت بأبحاث عليها لمدة سنين وأضفت لها بعض المكونات أتعرفون يا أحباب الله ماذا حصل لقد اخترعت دواء غريب وعجيب يشفي كل أمراض وهنا بدأت تلاحقني المشاكل حيث تسربت أخبار أبحاثي إلى وكالات الاستخبارات الدولية فساومتني الموساد على شراء الدواء مقابل 20 مليار فقلت لهم والله ثم والله لو قتلتموني لن أبيع لكم هذا الدواء هربت منهم ودخلت للمغرب في تابوت ومن ثم هربت وأعطيت وعد لنفسي أن هذا الدواء لن يستفيد منه سوى الفقراء وها أنا أدعه بين أيديكم أحبابي بالله ثم قام بجولة في الحافلة وأعطى لكل شخص علبة صغيرة فيها الدواء وعاد لمكانه وقال أحبابي بالله مكونات الدواء الذي بين أيديكم هي العشبة العجيبة التي استعملها سكان جبال الأنديز أتعرفون ما هي تلك العشبة إنها عشبة الكيف نعم يا سادة تلك العشبة فيها خير كثير لا يعرفه الناس أنا أخدتها وأضفت لها الحبة السوداء وعسل اليمن ليصبح الخليط دواء عجيب أتعرفون ماذا يعالج هذا الدواء الذي بين أيديكم انه يعالج السرطان وإيدز والروماتيزم كما أنه علاج فعال لكل شخص يخونه محرك سيارته وهو “طالع في العقبة” هنا يلمح إلى العجز الجنسي وبمجرد هذا التلميح اشترى 80 بالمئة من ركاب الحافلة الدواء نساء ورجال فالناس لا يهمها السرطان وإيدز والروماتيزم بأكثر ما يهمها حال محرك السيارة المهم حاولت أن اقرأ علبة الدواء ولكن بدون جدوى لأنها مكتوبة بالصينية هنا طلبت منه القدوم إلي وهمست له في أذنه سيدي كيف يعقل أن علبة الدواء مكتوب بالصينية فنظر إلي بغضب وقال عندما همست لي في أذني ظننت أنه عندك مشكل في محرك السيارة ولكن أنت تسألني عن الصينية أولا لم تسمع أني زرت 150 بلد وأتحدث أكثر من عشر لغات ثانيا أنا رفضت أن أبيع الدواء بـ 20 مليار وأبيعه لأخوتي المغاربة بـ 20 درهم كان عليك أن تشكرني وليس أن تسألني هذا السؤال الغبي فعلا أمثالك هم سبب التخلف الذي تعيش فيه البلاد هنا غضبت كثيرا وقلت له لا تتكلم معي بوقاحة أيها النصاب فقال لي أنا النصاب يا الحمار هنا انفجر صبري وهممت بضربه لكن أصحاب محركات السيارات المعطلة هجموا علي وقالوا لي احترم العلماء هل لأنه فقير إحتقرته انه يريد الخير للناس هنا بعد أن وجدت نفسي محاطا بأصحاب المحركات المعطلة طلبت الإعتذار من الجميع وجلست مكاني نزل العالم وهو يحمل ربحا وفيرا من بيع دوائه العجيب وأنا جالس في مكاني وأمي تعاتبني وتقول الذنب ليس ذنبك وإنما ذنب تلك الكافرة بالله المتزوجة بك هي التي تخلق لك المشاكل…
بعد مرور نصف ساعة جاء مراقب الحافلة وطلب من الجميع إخراج “وراق لخلاص” ليبدأ بعملية المراقبة المهم عندما وصل عندنا تفاجئت به يقول لي ولأمي سيدي هذه الأوراق لا تخص هذه الحافلة وإنما تخص حافلة أخرى هذه الحافلة ستغادر إلى أغادير أما الحافلة التي تخصك فإنها ستغادر إلى برشيد عليك بالإسراع إليها قبل أن تغادر نزلنا أنا وأمي بسرعة لنلحق بالحافلة ليس لركوب فيها بل للبحث على “عبيقة” لكي يعيد لنا أموالنا خرجنا نبحث عن الحافلة وأنا كلي غضب وأمي تعاتبني وتقول “يا ودي على لقرايا داروها بيك باش نافعاك ديك لقريا هنتا كتشوف فيهم لمخير خارج من تحضيري وقولبك يا ودي على الرجال والله يا ولدي أنا حرت في ديك الجنية المسخوطة أش عجبها فيك ثم فجأة لمحت ….يتبع