الرئيسية / إضاءات / السلفيون والترشح لتشريعيات 7 أكتوبر.. جدل متجدد بين محبذ ومنتقد
تشريعيات 7 أكتوبر
أبو حفص في حديث ضاحك مع الشيخ الكتاني، صورة من الأرشيف.

السلفيون والترشح لتشريعيات 7 أكتوبر.. جدل متجدد بين محبذ ومنتقد

تحفل تشريعيات 7أكتوبر بالعديد من الظواهر، ولعل من أبرزها   الحضور المثير  للانتباه، لمجموعة من وجوه السلفيين ضمن لوائح الترشيح لدى العديد من التنظيمات  السياسية المغربية، وفي مقدمتها ” العدالة والتنمية”، و”حزب الاستقلال”.

هذا الانتقال لبعض السلفيين من المجال الدعوي إلى عالم السباق الانتخابي،  فجر  جدلا مازال مستمرا حتى الآن، بين محبذ ومنتقد، البعض يرى في ذلك حقا من حقوق المواطنة بالنسبة لهؤلاء، فيما يرى البعض الآخر أن ربط الدين بالسياسة لا يستقيم أبدا مع قواعد اللعبة الديمقراطية.

ومن يستحضر  الأراء الرائجة هذه الأيام، في شساعة الفضاء الأزرق والإعلام الرقمي، سوف يخرج بحصيلة من  الأفكار  المختلفة حول هذا الملف، الذي طرح نفسه بقوة على واجهة النقاش السياسي والفكري.

kabbaj1

ومن وجهة نظر  المحلل عبد الرحيم منار السليمي، فإن الاعتراض على ترشح السلفي حماد القباح في مدينة مراكش يفتقد  إلى المسوغات والأدلة القانونية التي تحول بينه وبين خوض الانتخابات، معتبرا أن إدماج السلفيين في الحقل السياسي، بمثابة مجهود كبير  يؤدي بالتالي إلى سماع نبرات صوتية جديدة تحت قبة البرلمان، “فموازين القوى تتغير، والسلفيون باتوا جزءا من هذه التوازنات”.

ودعا السليمي، في تدوبنة له،  منتقدي القباج إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع، عبر منافسته في الميدان، “فالامر يتعلق بدائرة جليز التي لها رمزيتها في مراكش، فهي تجمع بين كل الفىات الاجتماعية والتوجهات السياسية ،فتنافسوا مع حمّاد القباج على الأصوات ولاتحرموه من حقه في الترشح بدون سند قانوني”.

لكن الناشط الحقوقي والشاعر المعروف صلاح الوديع، يأخذ مسافة شاسعة بينه وبين القباج، مستندا في ذلك على ما أبداه هذا الأخير، من تصريحات ، خاصة بشأن اليهود، تعطي الإحساس بالدعوة إلى التعامل معهم بالكراهية والحقد.

ويقول  الوديع:” حين أضع أمامي بعض تصريحات السيد القباج، أشك في « قناعاته » الديمقراطية المتأخرة.”، ليستنتج شاعر ديوان “جراح الصدر العاري”، أن مرشح حزب العدالة والتنمية في المدينة الحمراء،  “لا يقبل بالديمقراطية إلا اضطرارا، وللاستفادة منها بقدر ما تسمح به الشريعة. الشريعة كما يفهمها هو. أي إيديولوجية السلطة القاهرة المستبدة باسم الدين، تلك التي يسعى للحصول عليها بكل الوسائل ولو بنقيض قناعاته”.

أما منتصر حمادة، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية،  فإنه يقف مدافعا إلى جانب إدماج التيار السلفي الوهابي ( بما في ذلك التيار ” الجهادي ” سابقا)، في العمل السياسي والحزبي، مذكرا بأنه ” دافع  عنهم أيام الاعتقال، وتعرض   بسبب ذلك، للانتقاد.

غير أن  مؤلف كتاب “الإسلاميون المغاربة واللعبة السياسية” سرعان ما يتدارك الموقف قائلا:” لكن مبررات الإدماج معضلة أخلاقية ومنطقية، وما أكثر المبررات التي يمكن اللجوء إليها، أقلها الحق في الترشح دون مزايدة على دين المغاربة،  من  قبيل الزعم أن فلان أو علان “سيدافع عن القرآن في البرلمان”..هانحن أمام مشكلة حقيقية”.

وفي خضم هذا التجاذب الحاصل بشأن ترشح السلفيين للانتخابات، مثل حماد القباج، وأبو حفص وغيرهما، راجت إشاعة مفادها أن حمادة هو الآخر، سوف يجرب حظه في هذا الميدان، لكنه نفى ذلك لموقع ” مشاهد 24″، وقال: “لست منتميا أساسا لأي حزب سياسي. حتى أترشح..صحيح لدي قناعات سياسية أحتفظ بها، ولكن عمليا لست منتميا، وإنما متفرغ للعمل البحثي الذي يتطلب مني أخذ مسافة من العمل السياسي والحزبي.”