الرئيسية / إضاءات / الترحال السياسي سيحول الأحزاب إلى أندية لكرة القدم مثل “الريال والبارصا”!
الترحال السياسي
نجيب الوزاني في ضيافة عبد الإله بنكيران

الترحال السياسي سيحول الأحزاب إلى أندية لكرة القدم مثل “الريال والبارصا”!

المغرب يحقق الاستثناء في كل شيء، بما في ذلك أسلوبه في تدبير الشأن الانتخابي ، بسلك طرق أقل ما يقال عنها، إنها  باتت تشكل ظاهرة تضرب  الديمقراطية في  الصميم ، وتسيء إلى ضوابط وقواعد اللعبة السياسية، التي تقتضي الالتزام  بالصدق والنزاهة والأخلاق والوفاء لنداء الضمير.

يتعلق الأمر هنا تحديدا بما يعرف بالترحال السياسي الذي شهد  في الأونة الأخيرة “نشاطا” متزايدا، و”انتعاشا” ملحوظا، وإقبالا  مكثفا من طرف البعض،  طمعا في حرق المراحل  من أجل الوصول إلى مقعد تحت قبة البرلمان، دون أي اعتبار  لمباديء تخليق الحياة السياسية.

قبل أيام قليلة، قدم السلفي عبد الوهاب رفيقي، المعروف بلقب  “أبو حفص”، ومن معه،  استقالة جماعية من حزب “النهضة والفضيلة”، ليغير الوجهة نحو أقدم تنظيم سياسي في البلاد، ألا وهو حزب الاستقلال.

ويقال، والعهدة على الرواي، لأن الخبر لم يتاكد  رسميا بعد، إن حزب “الميزان”، وإمعانا في الاحتفاء بمقدم ” ابو حفص”،  وتكريما له، سوف يرشحه في نفس الدائرة الانتخابية بمدينة فاس، التي اعتاد حميد شباط، الأمين العام ، الترشح فيها، وكأنه يراهن على فوزه بها، كما يراهن ” العدالة والتنمية” على سلفي آخر، هو حماد القباج، بوضعه على رأس لائحة كيليز في مراكش.

إلا أن ما أثار الاستغرب أكثر، وطرح أكثر من علامة استفهام، هو خوض نجيب الوزاني، الأمين العام لحزب ” العهد الديمقراطي”، تشريعيات 7 أكتوبر المقبل، تحت لواء حزب آخر، هو ” العدالة والتنمية”، في منطقة الريف، بدعوى مواجهة حزب ” الأصالة والمعاصرة” في عمق دار أمينه العام الياس العماري!

ولعل الأكثر غرابة هو التبرير الذي حاول القيادي محمد يتيم تقديمه في الموقع الاليكتروني لحزبه، بالقول، “إن ما يجمع القباج مع نجيب الوزاني هو الثقة بأن حزب العدالة والتنمية لم يعد تنظيما حزبيا، وإنما مشروعا سياسيا يجد فيه نفسه كل الذين يدركون المخاطر المحدقة بالتطور الديمقراطي، ويستشعرون عودة عصر التخويف ولغة الأوامر”، على حد تعبيره.

والواقع أن  المشهد السياسي في المغرب، وفي ظل كل هذه الإرهاصات،  يبدو كأنه تحول إلى بورصة أو سوق عمومي للبيع والشراء، خاصة في ظل ما يروج من أخبار عن بيع للتزكيات الانتخابية، ومن تغيير  في  الولاءات والانتماءات السياسية بالقفز من حزب إلى آخر.

manar1

المحلل السياسي عبد الرحيم منار السليمي، علق على الظاهرة  قائلا، إنه ” بعد هجرة السلاوني من “العدالة والتنمية” نحو “البام “، ينتقل الحقل الحزبي المغربي الى تطوير ظاهرة الرحيل الحزبي باستنساخ أشكال جديدة لم يكن يتوقعها مشرع القانون التنظيمي للأحزاب السياسية “، مشيرا إلى  أن “ترشح الوزاني ضمن لاىحة حزب العدالة والتنمية يقدم شكلا جديدا يتمثل في ” رحيل الأمناء العامين عن أحزابهم.”

وبأسلوب لايخلو من السخرية المبطنة، أضاف  السليمي في تدوينة له، على حائطه الفايسبوكي:” الأحزاب السياسية متساوية في ابداع الممارسات والسلوكات، لغرض واحد هو الحصول على اكبر عدد من المقاعد، فالطريق الى الأصوات يكون بكل الطرق بما فيها قبول هجرة أمين عام عن حزبه وترشحه في لائحة حزب ثان”.

وفي الختام، يطرح السليمي هذه الخلاصة، وهي  أن  “الاحزاب السياسية المغربية مقبلة على أن تتحول الى شكل الأندية الكبرى لكرة القدم مثل “الريال والبارصا”، بأن تبحث مع كل موسم انتخابي على انتداب لاعبين من مدافعين ومهاجمين لتعزيز خطوطها الدفاعية والأمامية، لكن الثابت من كل هذه الظواهر الجديدة هو انه مابين السلاوني والوزاني بات الدم مشتركا ومتبادلا بين البام والبيجيدي، وقد يكون القادم من المفاجآت اكبر “.