الرئيسية / دولي / “نيورك تايمز” تحذر من فراغ حكومي في إسبانيا وتدعو الاشتراكيين للتحلي بالواقعية
"نيورك تايمز"

“نيورك تايمز” تحذر من فراغ حكومي في إسبانيا وتدعو الاشتراكيين للتحلي بالواقعية

انضمت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أمس ،إلى نظيرتها البريطانية “فاينانشال تايمز” ودعت بدورها أمين عام الحزب الاشتراكي العمالي، بيدرو سانشيث،لكي يتغيب نواب  حزبه عن جلسة التصويت على زعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي ، المكلف من قبل العاهل الإسباني محاولة تشكيل حكومة جديدة ، دون أن يفلح في ذلك مساء الأربعاء الماضي ،ومن المتوقع تكرار نفس مشهد الفشل مساء يومه الجمعة بمجلس النواب  في مدريد.

وبصرف النظر عن نتيجة التصويت وطبيعة المتغيرات التي ستطرأ على المشهد السياسي الإسباني ، فإن افتتاحية “النيويرك تايمز ” ذات دلالة سياسية قوية، بالنظر إلى مصداقيتها من جهة وكونها  تعزز صف الضاغطين  المنادين بإيجاد حل لأزمة إسبانيا السياسية والحكومية .

1newourk

وتوجه المطبوعة اللوم الصريح للسياسيين الإسبان لأنهم   تركوا بلادهم بدون سلطة تنفيذية لأكثر من ثمانية أشهر وفشلوا  في تكوين أغلبية برلمانية مساندة للحكومة الجديدة؛ ملاحظة أنه من حسن حظ إسبانيا أن اقتصادها لا يتبع  السياسة فيها ؛ وعلى سبيل المثال فإن “البورصة” قاومت بشكل أفضل من باقي  الدول الأوروبية، التداعيات السلبية التي خلفها انسحاب  بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتقول “النيويورك  تايمز” إن أداء الاقتصاد الإسباني في ظل الأزمة ، جعل الناس يتساءلون بسخرية عن ضرورة وجود الحكومة من عدمه ، غير أن  المطبوعة الواسعة الانتشار، تحذر في نفس الوقت  من خطورة غياب السلطة الحكومية .

وتواجه إسبانيا حسب الصحيفة الأميركية، مجموعة تحديات أخطرها الانزلاق نحو الانفصال في إقليم كاتالونيا؛ وهو أمر يقلق شركاء إسبانيا في الاتحاد الأوروبي ، مسجلة( الصحيفة) انه ليس من السهل على الزعيم الاشتراكي التحول  من التصويت ب”لا” في جلسة التنصيب الأولى، إلى  التغيب في الثانية ؛ ولكن لا يوجد حل بديل  أمامه سوى إضافة أربعة أشهر بحكومة تصريف أعمال، في انتظار انتخابات تشريعية ثالثة ،ليس مضمونا أن الحزب الاشتراكي العمالي سيحسن وضعه خلالها  برفع عدد مقاعده في مجلس النواب .

وفضلا عن ذلكن ترى الصحيفة  أن حكومة أقلية يقودها الحزب الشعبي، ستمنح الاشتراكيين إمكانية التأثير في التشريعات الأساسية التي ستعرضها حكومة الأقلية وستكون لهم كلمتهم فيها.

وأثارت  “النيويورك تايمز” احتمالا آخر يتمثل في تشكيل حكومة ائتلافية من الاشتراكيين وبوديموس، لا تراها ممكنة، لكنها تعتقد أن  وجود حكومة كارثية ،هو أفضل من الفراغ.

وتختتم المطبوعة الأميركية المؤثرة، بالقول إن وضعية الجمود تسبب فيها الناخبون الإسبان الذين أعربوا عن الرغبة في حكومة نزيهة وجيدة، وبالتالي فإن الفرصة مواتية للسيدين بيدرو سانشيث وماريانو راخوي، للاتفاق ،إن أرادا ذلك ، على  تشكيل حكومة،  فهما زعيما  الحزبين  اللذين دفعا الناحبين إلى التعبير عن استيائهما من السياسات التي طبقاها . ولا يوجد مخرج آخر من الأزمة سوى تأكيد الزعيمين أنهما استوعبا فعلا مضمون الرسالة التي وجهها إليهما الناخبون عبر تصويتهم .

يذكر أن صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية المعبرة عن الأوساط المالية ، اتخذت قبل أيام نفس الموقف بالدعوة إلى إخراج إسبانيا من أزمة يمسك الحزب الاشتراكي بمفتاحها.

إلى ذلك تشير دلائل عملية على أن إسبانيا متجهة نحو انتخابات تشريعية ثالثة ، إذ تستعد الأحزاب المعنية للاتفاق في البرلمان على قانون  بقليص مدة الحملة الانتخابية لإبعاد موعد التصويت عن احتفالات أعياد الميلاد ، وحسب الأجندة الدستورية فإن الاقتراع المقبل  يجب أن يجرى يوم الخامس والعشرين من ديسمبر، في ذروة الاحتفالات ، ما جعل ناشطين يفكرون في الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات  عن لم يغبر تاريخها.

ويأمل الحزب الشعبي وزعيمه ماريانو راخوي،في انتصار الحكمة والواقعية لدى قيادة الاشتراكيين  الذين يعارض جزء منهم إعادة الانتخابات خلاف أمينهم العام الذي يبدو متصلبا حتى الساعة في مواقفه، اللهم إلا إذا كان يخفي قنبلة مدوية سيفجرها في آخر لحظة ، لإحداث  الانفراج أو التوجه نحو  مزيد من التأزم يجر  البلاد نحو هاوية أللاستقرار.