قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن تجديد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل الصحراء هو قطع الشك باليقين من أن الاعتراف الأمريكي هو موقف دولة رسمي ويعتد به بقوة لتداعياته الكبيرة على ملف الصحراء في العلاقات الدولية ولاسيما داخل مجلس الأمن الدولي الذي ينظر في قضية نزاع الصحراء.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي حاملة القلم في صياغة القرارات المتعلقة بقضية الصحراء. فإن ذلك يعني أن أمريكا وإلى جانب فرنسا ستترافع من أجل حسم نزاع الصحراء على أساس سيادة المغرب على الصحراء من خلال اعتماد مبادرة الحكم الذاتي.
واستطرد الخبير قائلا: “إن إعادة التأكيد على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية لسيادة المغرب على الصحراء رسالة ذات مدلول واضحة وجهت إلى مختلف الدول ولاسيما المنظمات الإقليمية بأن الحل أصبح قاب قوسين أو أدنى وأن عجلة التقدم في هذا المجال لا تنتظر أحدا”.
ويرى مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن دعوة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، الجزائر وجبهة “البوليساريو” للجلوس إلى طاولة المفاوضات، يحشر من خلالها مؤيدي الطرح الانفصالي في الزاوية ويحملهم مسؤولية تهديد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة؛ وذلك باستمرار تشجيع العدوان على الوحدة الترابية للمغرب عبر عمليات قتالية في الصحراء.
وأبرز الفاتحي أن هذا التصريح الصادر عن وزير الخارجية الأمريكي يعد تتويجا لمسار تاريخي جيد من العلاقات المغربية الأمريكية ودعم أمريكي للنفوذ المغربي إقليميا. وتأكيد بأن الثقة الأمريكية في المغرب مثالية للتعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل والصحراء.
وأردف المتحدث: “أعتقد أن تجديد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء سيسرع من مسار إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء وسيسرع من اعتراف بريطاني وشيك بمغربية الصحراء، أسوة بنظرائها الدائمين بمجلس الأمن الدولي. بل سنشهد تزايد التأييد لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لنزاع الصحراء”.
وتم تجديد تأكيد هذا الموقف، خلال لقاء انعقد الثلاثاء بواشنطن، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي، ماركو روبيو.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن رئيس الدبلوماسية الأمريكية جدد التأكيد على أن الولايات المتحدة “تدعم مقترح الحكم الذاتي الجدي وذي المصداقية والواقعي كأساس وحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع”.
وجدد ماركو روبيو التأكيد على أن الولايات المتحدة “ما تزال تؤمن بأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد ذو الجدوى”.
وأكد في هذا السياق أن “الرئيس الأمريكي يحث الأطراف على الانخراط في محادثات من دون تأخير على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الإطار الوحيد للتفاوض على حل مقبول من الأطراف”.