“كلنا مستهدفون” من طرف موجة الإرهاب التي تجتاح العالم حاليا..هكذا خاطب الملك محمد السادس بلغة واضحة، الرأي العام، سواء في الداخل أو الخارج، بمناسبة الذكرى 63 لثورة الملك والشعب، واضعا الأصبع على الجرح، ومذكرا بأن الإرهاب سبق له أن ضرب المغرب من قبل، ثم أوروبا والعديد من مناطق العالم.
والواقع، إن الإرهاب لادين ولا عقيدة ولا عقل له، وهو يضرب الإنسان في كل مكان، في تعد صارخ على مظاهر الحياة البشرية، وفي استغلال بشع يسيء لصورة الإسلام وسماحته وقيمه السمحاء، ودعوته للتعايش بين كل الأديان، دون تفريق بين الأمم والشعوب، والأجناس والحضارات.
وفي رأي العديد من الباحثين وعلماء الدين، وضمنهم الشيخ السلفي محمد الفيزازي، أن الخطاب الملكي جاء صريحا ومباشرا، في تطرقه لانتشار الفكر المتطرف، وكيفية محاصرته، بالدعوة إلى فهمه الفهم الصحيح، دون مغالطات، أو نشر لبعض الجهالات، التي تجد طريقها إلى عقول بعض الشباب، خاصة في أوروبا، نظرا لجعلهم باللغة العربية، وهو ما يجعلهم يسقطون بسهولة بين أيدي حملة الفكر الظلامي، لشحنهم بأفكار انتحارية وتخريبية لا علاقة لها نهائيا بالدين الحنيف.
و في تصريح له لموقع ” مشاهد24، عبر الهاتف، اليوم الاثنين، أشاد الشيخ السلفي محمد الفيزازي بمضمون الخطاب الملكي، فهو في نظره كسائر الخطب الملكية، ليس مرتجلا أو آنيا، بل إنه معد له سلفا، وكل كلمة من كلماته، تحوي ما تحويه من الدلالات، ومن الرسائل والأبعاد والمعاني القيمة.
وبعد أن اوضح أن الخطب الملكية تاتي دائما شاملة وعامة، تشخص الداء، وتعطي التوجيهات من أجل إيجاد الحلول للقضايا في جميع المجالات، دعا الفيزازي إلى دراستها من لدن الخبراء والمحللين والباحثين، بهدف تمكين المواطن منها، باستيعاب مضامينها، وخاصة الدعوة الصريحة الموجهة من الملك للجميع، “مسلمين ومسيحيين ويهودا، للوقوف في صف واحد من أجل مواجهة كل أشكال التطرف والكراهية والانغلاق.”
ولم يفت المتحدث ذاته، أن يستحضر في تصريحه، أن الفكر المتطرف كان دائما وبالا على المجتمعات، ولطالما حذر الإسلام تحذيرا بليغا من الانجراف وراء التطرف والغلو في الدين، تفاديا لما ينتج عنهما من آفات ومن كوارث ضد استقرار الإنسانية.
وقال الفيزازي إنه يتعين على الكل، الإدراك أن الغلو في الدين، أو في الالحاد، أو الانغماس في المتاهات الفكرية الخاطئة، أوالاعتداء على عقائد الآخرين وازدراء قيم الأمة، جهارا نهارا، كلها عوامل تولد في النهاية، ما سماه ب”ردات الفعل العنيفة” غير المحسوبة، داعيا إلى مقاومة كل أشكال التطرف، مهما كان مصدرها، مشددا في نفس الوقت، على ضرورة “عدم إغفال صور التنطع في العلمانية واللادينية”، على حد قوله.