احتفت جريدة “ذي غارديان” البريطانية المرموقة عالميا بمخرجي واحد من أهم الإنتاجات السينمائية البلجيكية في الشهور الأخيرة، وهو فيلم « Black » من توقيع المغربيين البلجيكيين عادل العربي وبلال فلاح.
فيلم « Black » هو اقتباس لرواية لتحمل نفس العنوان للكاتب البلجيكي الفلاماني ديرك براك. بعد قراءتهما للرواية، ضحك المخرجان المغربيان وهما يقولان إن الرواية ستكون “تذكرتهما إلى هوليود”.
الفيلم، كما لاحظت الجريدة، هو أشبه بنسخة بلجيكية معاصرة لفيلم West Side Story الشهير، لكن مع وجود فارق هو أن هذا المخرجان العربيان، من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة في بلجيكا، كانا يسعيان لدخول نادي المخرجين في صناعة بلجيكية يهيمن عليها البيض، بالإضافة إلى المشكلة التي واجهتهما في كون أن هناك من كان يشتغل على مشروع إخراج اقتباس سينمائي للرواية.
اليوم، وبعد 10 سنوات من ولادة الحلم، يوجد المخرجان المغربيان البلجيكيان في لوس أنجلوس بفضل فيلم « Black » الذي أخرجاه في نهاية المطاف.
مولنبيك كانت هي مكان تصوير الفيلم. هذه البلدة البلجيكية التي ارتبط اسمها عالميا بالإرهاب لكون المتورطين في هجمات باريس وبروكسيل ينحدرون منها.
في حديثهما للجريدة، حكى بلال فلاح كيف كان في شقته حينما تلقى اتصالا هاتفيا حيث خاطبه صوت أمريكي يعرض عليهما العمل في هوليود.
“عندما سألونا على أي نوع من الأفلام نريد أن نشتغل، قلنا، “أفلام كبيرة، على شاكلة “غلادياتور” و”حرب النجوم”.
خلال مشاركتهما في مهرجان تورنتو الدولي للفيلم، بدأ المخرجان المغربيان يتلمسان شيئا من هوليود، يقول فلاح، حيث شاهدا ممثلين كبار مثل إدريس إلبا وناومي واتس. “لقد أصبح الأمر حقيقة”، يضيف المخرج المغربي البلجيكي.
المخرجان معا سيشتغلان على حلقة تجريبية لسلسلة حول انتشار تعاطي الكوكايين في الولايات المتحدة في سنوات الثمانينات.
السلسلة ستحمل عنوان « Snowfall » وسيتم بثها على شاشة شبكة FX، وهي من إنتاج المخرج الكبير جون سينغلتون، صاحب فيلم Boyz N the Hood الذي يعد من الأعمال المفضلة لدى فلاح والعربي.
أعين المخرجين المغربيين كانت منصبة على إخراج الجزء الثالث من فيلم Bad Boys، لكنهما بالمقابل تلقيا عرضا لإخراج الجزء الرابع من فيلم Beverly Hills Cop من بطولة النجم إيدي مورفي.
ورغم الإطار الكوميدي للفيلم قد لا يناسب مخرجي فيلم « Black »، إلا أن فلاح والعربي أكدا أن هناك جانبا واقعيا وقاسيا في الفيلم، وهو ما يجيدان تصويره.
« Black » يعبر عن ذلك جيدا من خلال تصويره لصراع بين عصابتين مغربية وأخرى ممثلة لأبناء المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، ووسطها قصة حب شاب مغربي وفتاة كونغولية.
“ذي غارديان” وصفت الفيلم بأنه متقن جدا من الناحية التقنية ومليء باللقطات المأخوذة بكاميرا متحركة، بالإضافة إلى أصوات الموسيقى من راب بلجيكي وإيقاعات شمال إفريقية، كل ذلك في إطار يمتاز بالعنف والجريمة والإقصاء والتهميش.
هذا المزيج جعل فيلم « Black » يوضع في مصاف الأفلام من قبيل الفيلم الفرنسي La Haine المنتج عام 1995، والذي أصبح من بين الكلاسيكيات.
المثير للسخرية أن « Black » تم منع عرضه في فرنسا لأن “الإطار العام للفيلم وموضوعه لا يناسب المناخ السياسي في البلاد”، يقول عادل العربي.