في حوار نشره موقع معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بفرنسا (IRIS) ، تحدث الباحث في الشؤون المغاربية قادر عبد الرحيم عن الانتظارات من حكومة يوسف الشاهد في تونس، والتي حلت محل حكومة الحبيب الصيد.
عبد الرحيم أكد أن التحديات الرئيسية التي تواجهها حكومة يوسف الشاهد ترتبط بالملفات الاقتصادية والاجتماعية. فالعمليات الإرهابية الثلاثة الكبرى العام الماضي التي استهدفت متحف باردو وشاطئا بسوسة وحافلة للحرس الرئاسي في العاصمة، وجهت ضربة قاضية للسياحة التي تعد قطاعا أساسيا بالنسبة للاقتصادي التونسي.
وبالتالي، فإن تراجع تدفق السياح الأوروبيين يرخي بظلالها على القطاع السياحي ما يساهم في زيادة نسب البطالة. فالتقديرات تشير إلى كون مليون تونسي، من أصل ساكنة يبلغ تعدادها 10 ملايين شخص، يعيشون بصورة مباشرة أو غير مباشرة من السياحة التي تمثل ثالث مورد للبلاد من العملة الأجنبية بعد النسيج وصادرات الفوسفاط.
قادر عبد الرحيم أشار إلى أنه على المستوى الأمني تظهر تونس اليوم بوضع أفضل وإن كان قد حذر من كون التهديدات ما تزال قائمة، خاصة بالنظر إلى استمرار الفوضى في الجارة ليبيا.
التحديات الأمنية فرضت على تونس، التي قال الباحث إنها كانت دولة بوليسية، تطوير أجهزة الأمن. فإلى غاية ثورة 2011 كان اهتمام جهازي الشرطة والمخابرات منصبا على الداخل التونسي حيث كانت تعمد إلى مراقبة وقمع الشعب والمركزيات النقابة والمنظمات غير الحكومية والأحزاب، ما جعل أن قوى الأمن لم تكن مدربة على مواجهة خطر الإرهاب.
أما اليوم، فإن تونس تقوم بتطوير علاقات التعاون مع فرنسا ودول الجوار، خاصة الجزائر.
ولم تفت الكاتب الإشارة إلى أن هذا البلد الصغير، الذي يعيش مرحلة انتقال ديمقراطي، بحاجة إلى الدعم في وقت صار فيها تهديد الإرهاب معولما.