الرئيسية / إضاءات / كيف أثار بلاغ حزب العدالة والتنمية الجدل بخصوص حزب الاستقلال؟
حزب العدالة والتنمية

كيف أثار بلاغ حزب العدالة والتنمية الجدل بخصوص حزب الاستقلال؟

حارت أذهان الكثيرين في استخلاص مضمون البلاغ الجديد، الصادر  ليلة أمس الثلاثاء،عن حزب العدالة والتنمية،بشأن مشاركة حزب الاستقلال،أو عدمها، في الحكومة الجديدة المقبلة،برئاسة عبد الإله بنكيران.

البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة”الفايسبوك”، رأى فيه نوعا من الغموض  بين السطور،يحتاج إلى توضيح وتفسير لتبيان مقاصده،والبعض الآخر قرأ بين طياته تلميحا بالانفتاح على كل الاحتمالات التي يقتضيها الموقف السياسي في القادم من الأيام، في ضوء التطورات والمستجدات.

الإعلامية المغربية صباح بنداوود، مقدمة البرنامج الإذاعي الأسبوعي “نقطة على السطر”، الذي يهتم بالسياسة وأهلها،علقت ساخرة باختصار شديد:” بلاغ منهوك لغويا وفارغ سياسيا”،قبل أن تضيف بنوع من التهكم”إنه قابل لكل القراءات”!

إعلامية أخرى، هي الزميلة فاطمة بوغنبور، علقت بطريقتها،بعد أن “شبعت بردا”،هي وعدد من الصحافيين، في حي الليمون، بالرباط، في انتظار صدور بلاغ،  كان يجب أن يوقعه، في نظرها، “أبو سلمى صاحب الكلمات المسهمة الشهير في جريدة الاتحاد الاشتراكي، كما قال الصديق الرمضاني”،مشيرة إلى أنها لازالت تقلب البلاغ رأسا على  عقب، ويمين وشمال ولم تقشع فيه “توزة”، على حد تعبيرها.

إلا أن أطرف التعاليق على بلاغ حزب العدالة والتنمية،الذي جاء باردا بالفعل مثل طقس الرباط في الليل، هو ما جاء على لسان أحد المتتبعين للشأن السياسي في المملكة المغربية، وهو أنه يشبه إلى حد بعيد أسلوب التجريد في فن التشكيل،الذي يحتاج إلى مجهود من المتلقي لفهمه.

وفي خضم هذه التفاعلات،برز رأي  مفاده أن هناك تيارات داخل حزب العدالة والتنمية،تتناقض في الموقف الذي ينبغي اتخاذه إزاء حزب الاستقلال،فكان هذا البلاغ المثير للجدل وللتساؤل بمثابة تجسيد لهذا التضارب.

وعندما استعصت قراءة البلاغ  بشكل يشفي الغليل،ويضيء جوانب العتمة فيه،كان لابد لرجال الصحافة من الاستنجاد بالرجل الذي يحمل البلاغ توقيعه،ألا وهو عبد الإله بنكيران،زعيم الحزب، ورئيس الحكومة المعين،إلا أن رده جاء مخيبا لآمالهم، بعد أن شدد على أن الموضوع واضح،ولا يحتاج إلى تفسير.

gnbouri1

وانطلاقا من مرصده اعتبر الكاتب و الباحث في الجماعات الإسلامية والشأن الديني،ادريس الكنبوري،أن  بلاغ حزب العدالة والتنمية أكد عدم التشبث بحزب الاستقلال،بعد  تصريحات حميد شباط  التي وضعت حدا لإمكانية إشراك حزب “الميزان”.

ولاحظ الكنبوري أن البلاغ يتحدث عن”التعاون الوثيق بين الحزبين”، ويثمن تصريحات شباط بأن حزب الاستقلال جزء من الأغلبية البرلمانية بغض النظر عن مشاركته أو عدم مشاركته في الحكومة. طريقة ديبلوماسية في الاعتذار.”

وسجل أيضا في تدوينته عبر “الفايسبوك” أن “الأهم هو أننا لأول مرة نرى حزبا سياسيا لديه تاريخ يتشبث بالأغلبية الحكومية من خارجها. فحزب الاستقلال يريد بأي ثمن أن يكون جزء من الأغلبية الحكومية، وبصرف النظر عن مشاركته فيها. أمر في غاية الاضطراب وفي حاجة إلى الفهم. معنى ذلك أن حزب الاستقلال لا هو في الحكومة ولا هو في المعارضة. هو في الأغلبية الحكومية… من الخارج. إلى هذا الحد فقد حزب الاستقلال هويته السياسية ولم يعد يعرف أين يضع قدميه.”