تشير إحصائيات بالجزائر أن حوالي 35000 ألف “مجنون” يعيشون في البلد، في الوقت الذي لا تتوفر فيها سوى 16 مؤسسة استشفائية للصحة العقلية فقط و30 مصلحة لطب الأمراض العقلية في المؤسسات الاستشفائية العمومية العادية، فيما توجد 6 مراكز فقط على مستوى المؤسسات الاستشفائية الجامعية بطاقة استيعاب 4849 سرير.
وقالت الأخصائية النفسية الجزائرية، صليحة بولكويرات، في تصريخات لوسائل إعلام محلية، إن”الجزائريين يتجاهلون صحتهم النفسية كثيرا رغم كل الاضطرابات التي يمكن أن تصيب الصحة النفسية للفرد، فعند الراشد نجد الاكتئاب والقلق والفوبيا، وكذا اضطرابات الشخصية والمزاج وكذا اضطرابات عقلية، مثل الفصام والبرانويا، أما عند الأطفال فنجد من ضمن الاختلالات في صحته النفسية صعوبات في التعلم، إفراط في الحركة، قلة الانتباه، وحالات من الحزن والقلق، لكن تبقى هذه الثقافة مرهونة بهيكلة جيدة وتقبل أوسع عبر جميع شرائح المجتمع مثلما ذهب إليه المختصون”.
ومن المعروف أن الجزائريين لا يهتمون كثيرا بصحتهم العقلية والنفسية، رغم أنهم يعانون ضغوطات اجتماعية وأسرية كبيرة وكثيرة تؤثر على حياتهم وسلامة عقولهم، لكنهم يرفضون بشدة الخضوع للعلاج النفسي رغم أنهم يقبلون على الطب البديل وباقي الاختصاصات، متناسين أن صحتهم النفسية جزء لا يتجزأ من سلامتهم البدنية.
ولازال الكثير من الجزائريين يعتبرون أن الطبيب النفسي طبيبا خاصا بالمجانين فقط، في حين أن هناك قلة ممن يعتبرون هذا الاختصاص مهما لتجاوز أصعب العقبات في حياتهم وحياة أطفالهم.
وأوضحت المختصة في العلم النفسي والعقلي بمستشفى البليدة، سهيلة زميرلي، أن الجزائريين سيستغرقون وقتا طويلا لكي “نستطيع نشر ثقافة طرق باب الطبيب النفساني، لأن ذلك متعلق بقناعات ومعتقدات يصعب تغييرها بين عشية أو ضحاها، في حين هناك تقبل أكثر لدى النساء لزيارة عياداتنا منها عند الرجال الذين يشعرون بالضعف إذا ما قصدونا وأن ذلك لا يليق بشخصيتهم التي يجب أن تكون قوية وتحتفظ بصورتها المتزنة أمام المجتمع”.
وبالرغم من أن بعض الأطباء العضويين ينصحون مرضاهم بزيارته إلا أنهم يمتنعون بشدة، متجاهلين صدماتهم النفسية وضغوطاتهم الحياتية ، قاصدين عيادة الطبيب العام الذي قد يصف بعض المهدئات فقط، مقللين من شأن تطور أعراضهم النفسية التي قد تؤدي بهم إلى الجنون.