قبل أن تنتهي الولاية الحالية للحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سارع عدد من وزرائها إلى التقدم بطلبات الترشيح لدى أحزاب الأغلبية، لخوض غمار السباق الانتخابي، وهي الحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية، بالإضافة طبعا إلى حزب ” المصباح”.
وقد كان لافتا للانتباه، أن جميع وزراء حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم بنكيران نفسه، سوف ينزلون إلى ساحة الانتخابات، باستثناء مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، اعتبارا لوجوده ضمن اللجنة الوطنية المشرفة على الانتخابات، إلى جانب محمد حصاد، وزير الداخلية.
ويراهن حزب بنكيران، قائد الائتلاف الحكومي الحالي، كثيرا على هذه المحطة الانتخابية، نظرا لكونها تشكل مؤشرا على مدى اتساع أو تقلص دائرة شعبيته بعد تحمله لمسؤولية تدبير الشأن العام على مدى خمس سنوات، تحت شعار محاربة الفساد والاستبداد، وإن كان الكثيرون يتوقعون أن نتائج الاقتراع ربما تخذله بفعل بعض القرارات والقوانين الجديدة، مثل ملف إصلاح صندوق التقاعد وغيره.
ولعله من غريب الصدف، ان دائرة انتخابية واحدة سوف يتصارع عليها ثلاثة وزراء في الحكومة الحالية، هي دائرة تاونات، تيسة، بإقليم تاونات، ويتعلق الأمر بكل من محمد عبو، وزير التجارة الخارجية،(رئيس جماعة بني وليد)، مرشح التجمع الوطني للأحرار، وادريس مرون، وزير التعمير، (رئيس جماعة عين مديونة)، مرشح حزب الحركة الشعبية، وادريس اليزمي، الوزير المكلف بالميزانية، وعمدة مدينة فاس، مرشح حزب العدالة والتنمية، الذي كان قد هزم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في قلعته الانتخابية، في انتخابات 4 شتنبر الجماعية.
وإذا كان صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، ووزير الخارجية والتعاون، سوف يجد نفسه محروما من المشاركة في النزال الانتخابي المقبل، بفعل رئاسته للجنة المشرفة على قمة المناخ العالمي في مراكش، فإن وزراءه في الحكومة سوف يكون لهم حضور في لائحة الترشيحات، باستثناء فاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي.
وبالإضافة إلى الوزير عبو المشار إليه أعلاه، فإن محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، سوف يترشح باسم التجمع في مدينة أكادير، التي سبق له أن كان واليا فيها، فيما اختارت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الخارجية، التقدم بترشيحها في منطقة كلميم، التي تنحدر أصولها منها، وتعتبر بمثابة قلعتها الانتخابية.
ورغم أن مامون بوهدود، الوزير المنتدب المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم، عاشق رياضة الركوب فوق الأمواج،( السورف)، لم يسجل أي حضور لافت للنظر، سواء على مستوى الحكومة أو المشاركة في أشغال البرلمان، وبسبب ذلك كان محل انتقاد كبير، فإنه هو الآخر لن يتأخر عن خوض النزال الانتخابي انطلاقا من مدينة تارودانت.
بقي أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وقد عاد إلى مسقط رأسه، وملعب صباه في مدينة بركان، في منطقة المغرب الشرقي، ليترشح فيها من جديد، باسم التجمع، أملا في أن تسعفه جذوره وشبكة علاقاته الواسعة، في الفوز يوم سابع أكتوبر المقبل.
أما حزب التقدم والاشتراكية، المشارك هو الآخر في الحكومة، فقد حسم في اختيار من يمثله من الوزراء في ثاني استحقاق انتخابي في ظل الدستور الجديد، وهو عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل، فيما اعتذر الأمين العام نبيل بنعبد الله، بذريعة الانشغال بمواكبة المرشحين ودعمهم في الحملة الانتخابية.
ويشارك الحزب المذكور في الحكومة الحالية بالحسين الوردي، وزير الصحة، ومحمد الصبيحي، وزير الثقافة، وشرفات افيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، والتي كان متوقعا عدم ترشيحها للانتخابات، بعد خرجتها التلفزيونية بشأن ” تقاعد 2 فرانك”، وما فجرته من حملة إعلامية ضدها.
ولن يكون في مقدور امحند العنصر، زعيم الحركة الشعبية، والوزير السابق للشباب والرياضة، التقدم لتشريعيات 7 أكتوبر، بسبب رئاسته لجهة فاس مكناس، مكتفيا بفسح المجال للترشح لكل من لحسن حداد، وزير السياحة، ومحمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية، ولحسن السكوري، وزير الشباب والرياضة الحالي، وحكيمة الحيطي، الوزيرة المكلفة بالبيئة، بعد هدوء ضجة نفايات إيطاليا.
وكغيره من الهيئات الحزبية، عقد المكتب السياسي لحزب السنبلة مؤخرا اجتماعا، تحت رئاسة العنصر، استمع فيه الحاضرون إلى عرض لسعيد أمسكان، رئيس اللجنة الوطنية للترشيحات، حول سير أشغال اللجنة ووضعية الترشيحات على مستوى الدوائر التشريعية.
ولا يعرف لحد الآن ما إذا كان محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة السابق، الذي اقترن اسمه بقضية مركب الأمير مولاي عبد الله، بالرباط، سوف يقدم نفسه للترشيح أم لا، وإن كانت مصادر مطلعة على ما يجري في مقر الحزب، بشارع باتريس لوموبا، تؤكد أنه لن يتردد عن الإفصاح عن رغبته في خوض التجربة من جديد، وما ظهوره الأخير على برنامج ” كواليس” عبر قناة ” ميدي 1 تي في”، قبل توقيفه، إلا دليل قوي على أنه لن ينسحب من الساحة السياسية.
سئل أوزين مرة على هامش أحد اللقاءات الصحافية التي يحتضنها حزب الحركة الشعبية، من طرف موقع ” مشاهد24″عن رؤيته لمستقبله السياسي، فأجاب بثقة بالنفس، من وراء ابتسامته:” مستقبلي السياسي؟ سوف يكون زاهرا بإذن الله”، وأطلق قهقة بصوت عال!