رغم النتائج السلبية التي حصدها فريق ريال مدريد الإسباني، فإن نظيرتها على المستوى المالي شهدت ارتفاعا ملحوظا وسجلت ارتفاعا في الإيرادات التشغيلية عن الموسم الماضي بزيادة 11% وبإجمالي 751 مليون يورو.
وكان رئيس النادي فلورينتيو بيريز قد طلب، أثناء اجتماعه بالمكتب المسير للنادي قبل أسبوعين، من الشركاء مبلغ 575 مليون يورو من أجل إعادة تهيئة ملعب سانتياغو بيرنابيو. الشئ الذي سيتأتى للنادي الملكي، حسب ما أشارت إليه صحفية “ماركا” الإسبانية، التي كشفت عن قرب عقد اتفاق بين ريال مدريد وشركة “أديداس” الذي سيكون الأكبر عبر التاريخ.
وستمتد هذه الاتفاقية على مدى عشرة أعوام بين 2020 و2030، مُنعشة خزائن النادي بـ 110 مليون يورو سنويًا كمبلغ ثابت مع وجود متغيرات قد تصل بالمبلغ إجماليًا إلى 150 مليون يورو، في عقد سيتجاوز مانشستر يونايتد وبرشلونة، ليكون الأغلى من نوعه في تاريخ رعاية شركات الملابس لأي ناد على الإطلاق.
وحسب نفس الاتفاق، من المنتظر أن يتضاعف عقد الرعاية المُبرم بين ريال مدريد وأديداس، حيث يتلقى النادي مبلغ 42 مليون يورو إضافة إلى 10 ملايين أخرى كمتغيرات. وهي الاتفاقية المعمول بها منذ 2012. وهكذا سيصل المبلغ إلى 150 مليونًا، إضافة إلى 15 شركة راعية أخرى للنادي وهو ما جعل قيمة الرعاة يتصدر قائمة المداخيل.
وفي دراسة مقارنة، لتوضيح مدى ضخامة العقد، بين الشركة العملاقة لصناعة الملابس “نايك” ورابطة كرة السلة الأمريكية “إن بي إي” المُمتدة لثماني سنوات بقيمة مليار دولار ستوزع على أندية الدوري الـ 21. بينما سيتحصل ريال مدريد وحده على أكثر من هذا المبلغ كاملا والمقدر بمليار و10 مليون يورو فقط كمبلغ ثابت خلال السنوات العشر، وهو ما يفوق اتفاقية نايك التاريخية.
وأكدت بعض التقارير الإسبانية أن العمل على هذا الاتفاق بين المسؤولين الألمان لأديداس ومدير قسم التسويق بالنادي الملكي، خوسيه أنجيل سانشيز، امتدت لسنوات من الجدال والمفاوضات. ويبدو أنها ستخرج إلى النور قريبًا بفضل ارتفاع أسهم الفريق وفوزه بدوري أبطال أوروبا في أربع مناسبات بآخر خمسة مواسم، إضافة إلى سعي المنافسين (نايك مثلا) التي تبحث رعاية ريال مدريد في الخفاء، وهو ما تنبه إليه مسؤولو أديداس الذين لم يترددوا في عقد شراكة جديدة مع الميرنغي. رئيس النادي فلورينتو بيريز أشار ضمنيًا خلال اجتماعه بأعضاء مكتبه المسير، أن ” وضع شعار الشركات الراعية بجانب 13 لقب لدوري أبطال أوروبا يجب أن يكون له ثمنه”.
مساعي خوسيه كانت مثمرة وثمينة بشكل لا يصدق. فبعدما كان الطرفان قريبين من إبرام عقد جديد في شهر ماي من العام الماضي، حسب صحيفة ديرشبيغل الألمانية، والذي يقضي بدفع أديداس فقط مبلغ 70 مليون يورو سنويًا و30 مليونًا كإضافات وبتعاقد يمتد حتّى 2024. لكن الفوز بدوري الأبطال ضد ليفربول جعل موقف النادي الملكي قويا وهو ما رفع المبلغ إلى 110 مليون مع إمكانية الزيادة إلى 150، وحتى عام 2030 بدلا من 2024.
والأهم من هذا هو ارتفاع نسبة النادي من المبيعات التي أصبحت 22.5 %، أي مقابل كل 100 يورو مبيعات قمصان سيكون نصيب ريال مدريد 22.5 يورو.
ويتألف العقد من 140 صفحة، وفق صحيفة “ماركا” الإسبانية، تضمن كل البنود التي يمكن تخيلها. فمثلًا في حالة هبوط ريال مدريد إلى دوري الدرجة الثانية، سيخصم 65 مليون يورو من المبلغ الثابت. كما أن مكافأة الفوز بالدوري الإسباني بالعقد القديم كانت 2.5 مليون يورو، بينما ارتفعت بالعقد المزمع توقيعه إلى 3.5 مليونا. فيما ارتفعت مكافأة الفوز أيضا بدوري أبطال أوروبا من 5 ملايين يورو إلى 7.
وللتذكير، فإن العلاقة التاريخية بين الشركة الألمانية الرائدة في صناعة الملابس الرياضية “أديداس” وريال مدريد قديمة ومتأصلة، حيث تعود إلى العام 1998 عندما كانت البداية الحقيقة بين الشريكين، رغم ارتداء النادي لأقمصة أديداس في الفترة من العام 1981 إلى 1986 مع الرئيس التاريخي أدولف داسلر، الذي خسر رعاية النادي الملكي لصالح شركة “هاميل” من 1986 حتى 1994. ثم شركة كيلمي من 1994 حتى 1998. ومنذ ذلك الحين تتولى أديداس المهمة بفترة ثانية هي الأنجح على الإطلاق.