أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائب المبعوث الأممي في ليبيا، علي الزعتري أن أي عملية عسكرية أجنبية في هذه الأخيرة من شأنها أن تزيد الوضع سوءا في البلاد.
وفي تصريحات له، أوضح الزعتري أن التدخل الغربي في ليبيا لمواجهة تمدد تنظيم الدولة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعرفها البلاد منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القدافي، والتي أدت إلى تشرد آلاف المدنيين.
وقال الزعتري أن الأزمة الإنسانية في ليبيا تسير نحو الأسوأ، مشيرا إلى أن نحو مليوني و400 ألف ليبي بحاجة ماسة إلى الغذاء والعناية الطبية، في وقت نزح فيه أزيد من 435 ألف ليبي إلى أماكن أخرى داخل البلاد هربا من الاقتتال المستمر في بعض المناطق.
واسترسل المسؤول الأممي قائلا ” “للأسف الشديد، الموارد المالية المتاحة حتى الآن تبقى غير كافية لتغطية الحاجيات، لقد وصلنا حتى الآن 4 ملايين و400 ألف دولار بينما المطلوب حوالي 166 مليون دولار، في وقت تتزايد فيه الطلبات ما يعني أن هناك مزيدا من المعاناة الإنسانية في ليبيا”.
وفي ذات السياق، أفاد الزعتري أن عمل المنظمة الأممية في ليبيا قد لا يدوم طويلا نظرا إلى عدم توفر الموارد المالية الكافية، موضحا “قد نضطر إلى أن نقول خلال شهر أو شهرين على الأكثر إننا سنقوم بوقف الأعمال الإنسانية في ليبيا لأن الموارد غير موجودة”.
وأكد الزعتري أن خروج ليبيا من عنق الأزمة رهين بتشكيل حكومة وفاق وطني تنهي الانفلات الأمني والسياسي الذي تعرفه، وتضمن إعادة السلم للبلاد.
وقال الزعتري “حكومة الوفاق الوطنية ضرورة من أجل نقل الأمور في ليبيا نحو بر الأمان ووقف التشرذم السياسي والانفصام الإداري الحاصل بين الشرق والغرب وجمع الإدارات المختلفة تحت إدارة واحدة”.
هذا وأعرب المجتمع الدولي في كثير من المناسبات عن قلقه الكبير إزاء تمدد سيطرة تنظيم الدولة وتفاقم الأزمة الليبية، الأمر الذي اصبح يجسد تحديا أمنيا بالنسبة لدول شمال أفريقيا وشمال البحر المتوسط.
وأعلنت عدد من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا عن استعدادها للتدخل عسكريا في ليبيا من أجل مواجهة التنظيم، في الوقت الذي عارضت فيه دول شمال أفريقيا الأمر، معتبرة أن العملية العسكرية الغربية ستزيد من تفاقم الأزمة الليبية.
إقرأ أيضا:موغيريني: التدخل العسكري ضد “داعش ليبيا” رهين بطلب حكومة شرعية