في الوقت الذي تعيش فيه تونس على إيقاع الانتشاء بتتويج الرباعي بجائزة نوبل للسلام تثمينا لدورها في الفترة الانتقالية، عاد التساؤل في الجزائر حول غياب البلاد عن مسلسل الإصلاح الذي انطلق في جارتها الشرقية، ما جعل الباحث حسني عبيد يصفها بأنها بلد الفرص الضائعة.

أواخر شهر يوليوز الماضي تمت إقالة الوزير الجزائري عمارة بن يونس في إطار تعديل حكومي. لأول مرة تحدث الرجل عن حيثيات إقالته وعاد للدفاع عن قراره المثيل للجدل بخصوص تحرير بيع الخمور.

عرت الهجمات الإرهابية عجز السلطات التونسية عن تدبير أزمة تراجع السياحة الوطنية. البعض انتقد الحملات التواصلية التي اعتبر أنها عمدت للتوسل إلى السياح معتبرا أنه ينبغي التفكير في إجراء إصلاحات حقيقية من أجل دعم الاقتصاد الوطني.

مسلسل شد الحبل بين زعيمي أكبر حزبين موالين للرئيس بوتفليقة، أحمد أويحيى وعمار سعداني، ما يزال مستمرا على خلفية مسألة بعث التحالف الرئاسي الذي يبدو أن الرجلين يتصارعان على ريادته.

تعقدت الأمور أكثر في الأزمة السورية بدخول الدب الروسي على واجهة الأحداث. العديد من الأطراف ترى أن الرغبة في منافسة الولايات المتحدة وتحويل الأنظار عن دور موسكو في أوكرانيا من بين الدواء التي جعلت الرئيس فلاديمير بوتين يقرر استعراض عضلاته في سوريا.

شهدت الجزائر في الآونة الأخيرة جدلا بخصوص التغييرات التي طالت جهاز المخابرات العسكرية القوي. رئاسة الجمهورية، وبعد أن التزمت الصمت خرجت لتشرح أسباب هاته التغييرات وتربطها بالرغبة في تحديث الجهاز. بيد أن خطابها لا يبدو مقنعا أمام عدد المعطيات التي تشير إلى كونها جاءت في إطار الصراع بين الرئاسة والمخابرات.

في الوقت الذي ينشغل فيه المحيط الإقليمي والدولي بالصراع الدائر على مستوى الشرق والغرب الساحلي في ليبيا بين حكومتي طرابلس وبنغازي إضافة إلى تهديدات تنظيم “داعش” انطلاقا من معقله في مدينة سرت، تتحدث بعض المواقع الإخبارية عن وضع منسي آخر في إقليم فزان الذي يمتد على مساحة كبيرة تجمع وسط البلاد وجنوبه والجنوب الغربي فيه.

وضعت تفاعلات قضية “الجيش الإسلامي للإنقاذ” المنحل في الجزائر الرأي العام والمتتبع لما يدور في البلاد أمام حيرة من أمره بسبب ضبابية المشهد.

في خضم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الجزائر والمرتبطة بانهيار أسعار البترول الذي يشكل المورد الأساسي للبلاد من العملة الصعبة، تعالت عدد من الأصوات تنتقد طريقة تدبير الحكومة للأزمة التي لم تخرج في نظرها من منطق الحلول الترقيعية وغير العملية.

فتح رجل الأعمال الجزائري يسعد ربراب النار على جهات في السلطة قال إنها تسعى إلى إخراسه.