وجه الملك محمد السادس رسائل قوية للحكومة المقبلة والتي سيقودها مرة أخرى عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال خطابه الذي وجهه للشعب المغربي من السنغال بمناسبة الذكرى الـ41 للمسيرة الخضراء.
العاهل المغربي بدا صارما في عباراته وهو يلح على أن المغرب في حاجة ماسة لحكومة جادة ومسؤولة، وقدم لها تصورا حول أولويات اشتغالها وخصوصياتها التي أكد الملك على ضرورة أن تكون إفريقية.
وشدد في خطابه قائلا: “سأحرص على أن يتم تشكيل الحكومة المقبلة طبقا لهذه المعايير، ووفق منهجية صارمة، ولن أتسامح مع أي محاولة للخروج عنها”.
غير أن الحكومة المقبلة، وحسب ما أكده الجالس على العرش “لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية”.
“ضعف الحكومة نحو تبني بجرأة واستقلالية لسياسات عمومية تبرز شخصيتها ككيان سياسي انتخبه الشعب، دفع بالملك إلى التدخل في برنامجها وتوجيهها”. يقول سعد ناصر الإعلامي والمحلل السياسي في تصريح لـ مشاهد24 والذي أردف قائلا: “هذه النقطة بالذات أزعجت الملك محمد السادس عندما وصف الحكومة باللامسؤولة واللاجادة، حيث قال بالحرف بأن المغرب يحتاج لحكومة جادة ومسؤولة، مضيفا أيضا بأن الحكومة ينبغي أن تكون فعالة ومنسجمة، تتلاءم مع البرنامج والأسبقيات”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن الملك واصل انتقاداته الحادة إلى وزراء بعينهم وإن لم يسمهم بشكل خاص، عندما تحدث عن إهمالهم لقضايا مهمة، وقد يشار هنا للوزراء المكلفين بالشؤون الخارجية والتجارة والسياحة الأمر هنا طبعا ينصرف إلى الوزراء مزوار وبوريطة وبوعيدة وحداد ومحمد عبو وعبدالحفيظ العلمي وغيرهم.
ولم يغفل العاهل المغربي يضيف ناصر، مرحلة المشاورات الحكومية، والتي لازال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران متخبطا في إيجاد توليفة منسجمة، ولهذا “وجه الملك مدفعيته الثقيلة نحو الأحزاب التي باشرت مشاوراتها مع رئيس الحكومة المكلف، وعلى الخصوص أحزاب (الأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية)، لأنها رفضت دخول هذه المفاوضات بشكل انفرادي، وذلك لحصد توليفة مصغرة بينها لحصد عددية وزارية لا بأس بها”.
وشدد المحلل السياسي، في تصريحه أن الملك محمد السادس أشار في خطابه بوضوح، بأن الحكومة المقبلة، لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية، “ولهذا وأمام هذا الوضع الحكومي المرتبك فإن الملك بوصفه رئيسا للدولة، ولمجلس الوزراء، قرر أن يمتطي بنفسه جواد الحكومة، ويعلن نفسه أنه لن يتسامح مع أي محاولة للخروج عن التوجيهات والمعاير الملكية سالفة الذكر، معربا عن حرصه على أن يتم تشكيل الحكومة المقبلة وفق منهجية صارمة”.