هزات عديدة ضربت حزب العدالة والتنمية خلال الأشهر الماضية، أربكت حسابات بنكيران ومعها هياكل “البيجيدي” سيما وأن بوصلة الرجل مركزة بشكل كبيرة في هذه الآونة على الاستحقاقات التشريعية المقبلة، ويحاول تفادي انفجار فقاعات إعلامية أخرى قد تظهر عورات إخوان “المصباح”.
قبل يومين فقط، انفجرت فضيحة قيل عنها إنها “جنسية”، ارتكبها عمر بنحماد وفاطمة النجار القياديين البارزين في حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، والذي لم يحرك فيها إخوان بنكيران ساكنا، واختاروا لغة الصمت عوض الدفاع بشراسة عن بعضهم البعض كما تعودنا منهم، لأن ما وقع قد تكون له تداعيات على الحزب الحاكم خلال محطة الانتخابات التشريعية. عبد العزيز أفتاتي القيادي والرجل المثير للجدل في حزب “المصباح” علق على هذه الواقعة في تصريح لـ مشاهد24، إذ اعتبرها أنها “تفاهات الدولة العميقة”، رافضا الخوض أكثر في هذه “الفضيحة”.
في خضم هذا الصمت، تبرأت حركة التوحيد والإصلاح مما وقع وأقدمت بسرعة البرق على إصدار بلاغ يؤكد أنه تم إقالة بنحماد وتم قبولة استقالة فاطمة النجار، وتعليق عضويتهما في جميع هيآت الحركة، تطبيقا للمادة 5-1 من النظام الداخلي للحركة.
يرى الدكتور محمد زين الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن مثل هذه الممارسات الصادرة عن قياديين بارزين في حزب العدالة والتنمية، وتلك التي صدرت عن ذراعها الدعوي، مؤخرا، مست الرأي العام المغربي المعروف بحساسيته تجاه القضايا الأخلاقية.
وأردف زين الدين في تصريح لـ مشاهد24، أن “الهزات التي تعرض لها “البيجيدي” من الداخل جد قوية، وستضعفه سياسيا، لكن في المقابل لن تؤثر عليه تنظيميا لأن تركيبته جد متماسكة”.
سلسلة من الفضائح “البيجيدية” طفت على السطح في الآونة الأخيرة (هكتارات الشوباني، والسلامة العقلية لعمدة الرباط الصديقي، واعتقال مستشار جماعي منتمي للبيجيدي بتهمة حيازة المخدرات، وضبط رئيس جماعة في حالة سكر بعد أن تسبب في حادثة سير و..) ورغم أن بعضها لا زال يرافقه سجال قانوني وأخلاقي إلا أنها ستربك الحسابات دون شك. فحسب الدكتور زين الدين، فإن حزب العدالة والتنمية لن يحصد نفس النتائج المشرفة التي حازها خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2011، وبالتالي “الخطاب الذي كان ينادي به قبل أن يتبوأ المرتبة الأولى وهو محاربة الفساد وتخليق الحياة العامة، وقع فيه تناقض كبير، فالفساد الذي قالو إنهم سيحاربونه، سقط فيه بعض قياديي “المصباح”، وبالتالي كسب ثقة المواطن المغربي قبل السابع أكتوبر، بعد كل هذه النكسات قد تصبح من الصعوبة بمكان في خضم هذه الأمور”.