الرئيسية / إضاءات / الحوثيون ومحاولة اصطياد فاشلة في المياه المغربية- السعودية الصافية
الحوثيون

الحوثيون ومحاولة اصطياد فاشلة في المياه المغربية- السعودية الصافية

هي دليل إضافي ومؤشر قوي على المشكلة العظيمة التي يتخبط فيها الحوثيون، والهزيمة النكراء التي توشك أن تحيق بهم، تلك الأكذوبة التي حاولوا أن يضفوا عليها طابعا زائفا من المصداقية دون أن تكلل محاولتهم بالنجاح، بادعائهم أن “العاهل المغربي يدعو الدول العربية للانسحاب من عاصفة الحزم بعد أن أثبتت فشلها”. قصاصة مجهولة المصدر، تناقلتها مواقعهم الالكترونية، بمساندة تلك المتحالفة معها من منابر المخلوع علي عبد الله صالح، بصياغة مليئة بالثغرات، الأمر الذي سرعان ما تكشف لبعض هذه المنابر، وبدأت بحذف الخبر تباعا ليحل مكانه صفحة فارغة تحمل عبارة “الصفحة المطلوبة غير موجودة”، وبعبارة أخرى، لقد انتهت الكذبة.

بداية القصاصة الخبر، تجعل من الصعب الاستمرار في قراءته، حيث يبدأ بعبارة “قال الملك المغربي محمد السادس عقب خطاب وجهه مساء السبت…” أين قال؟ ولمن قال؟ ولماذا لم يقل ذلك في الخطاب الذي ألقاه للتو؟ ومن سمع ونقل ما قاله الملك؟ كلها أسئلة بديهية لا يكلف مؤلف الكذبة نفسه عناء الإجابة عليها تصريحا أو تلميحا، مما يفقد كل كلمة بعد ذلك معناها.

وإذا انتقلنا لنص الخبر، يتحفنا صاحب المقال بتأليفاته الغريبة عن مفردات وأفكار الملك محمد السادس. فعبارة أن مشاركة المملكة المغربية في عاصفة الحزم قد جاءت “احتراماً لقرارات السعودية التي تحاول لعب دور قيادي ومحوري فيما يطرأ من الأحداث الإقليمية والعربية” تتنافى مع الأدب الذي يطبع العلاقة بين الشقيقين المغربي والسعودي، وتحمل في طياتها معنى الاضطرار المغربي للمشاركة فيها، ناهيك عن ركاكتها اللغوية، وهي كلها جوانب تنفي نسبتها للعاهل المغربي جملة وتفصيلا.

أما العبارة التالية فهي إشادة مضحكة بالحوثيين حتى وإن حاول كاتبها التذاكي بوصف الرئيس صالح بالمخلوع، حيث يؤلف على لسان الملك قوله أن التحالف العربي “لم يتمكن من هزيمة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وعملياً لم يحقق أهدافه، مشدداً على أن استمرار المواجهات، والمعارك والقصف غير مُجْدٍ” حسب رؤيته.. ولا ندري أهي رؤية الملك أم رؤية كاتب القصاصة؟؟

قصاصة بمثل هذه الركاكة لم يكن ممكنا سوى ختمها بطريقة كاريكاتيرية مضحكة :” وختم ملك المغرب تصريحاته بتوجيه نصيحة إلى زعماء الدول العربية بأن يعلنوا إنهاء هذه المشاركة لكي لا يتحملَ العالم العربي بأسره طابع الفشل، وفي المقابل تؤكدُ الدول العربية أخوّتها وتقديم دعمها للسعودية لتنفيذ مخطّطاتها وقراراتها في المنطقة”، إذ كيف تستوي مطالبة العاهل المغربي الدول العربية المشاركة في التحالف الانسحاب من الحملة، مع تأكيدها أخوتها ودعمها للسعودية “لتنفيذ مخططاتها وقراراتها في المنطقة”!!!!

لقد درجت العادة على محاولة نشر معسكر المهزومين لأخبار كاذبة بهدف بث البلبلة في أوساط معسكر الرابحين، أو الخصوم عموما، لكن كان من الأولى بالحوثيين أن يكلفوا بالمهمة شخصا يحسن اللغة العربية، وأن يمتنعوا عن إمداده “بالقات” حتى ينتهي من إبداعه، لا قبله، من أجل أن يحافظ على قواه العقلية وقدراته التأليفية، المشكوك بوجودها أصلا، علها تسعفه من هذا الذي يسميه المغاربة “الدخول والخروج في الهدرة”.

وأخيرا، كان الأجدى بهم أن يختاروا شخصا آخر غير العاهل المغربي الملك محمد السادس ليضعوا على لسانه هذه الأكاذيب، ليس فقط لأنه قد ودع ضيفه الكبير الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قبل أيام، بعد أن أقام في ربوع بلده الثاني المغرب مدة تجاوزت الشهر، مع ما يعلمه القاصي والداني عن متانة العلاقة بين القيادتين، ناهيك عن مرور بضعة أسابيع على تدشين سابقة عربية تمثلت في القمة المغربية- الخليجية التي تؤكد عمق روابط المملكة المغربية بشقيقاتها الخليجية الست، ولكن أيضا لأن العاهل المغربي لا يعرف المغاربة أنفسهم على لسانه تصريحا واحدا من غير تلك التي ترد إليهم عبر الخطب الرسمية، وبلاغات وزارة القصور والتشريفات، فمن يكون هذا المحظوظ الذي سعد بهذا السبق الصحفي غير المألوف؟! لكن قديما قالوا: إذا لم تستح فاصنع ما شئت..