الرئيسية / إضاءات / الانتخابات التشريعية..خلافات وصراعات و”نيران صديقة” قبل ساعة الحسم
الانتخابات التشريعية

الانتخابات التشريعية..خلافات وصراعات و”نيران صديقة” قبل ساعة الحسم

على بعد أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات التشريعية المقررة ليوم سابع أكتوبر المقبل، مازالت غالبية الأحزاب السياسية المغربية، لم تحسم بعد، بصفة نهائية، في أسماء مرشحيها الذين تعول عليها للفوز  في هذا السباق الانتخابي، الذي يحظى هذا العام باهتمام  إعلامي وسياسي كبير، كونه هو الثاني من نوعه في ظل الدستور الجديد.

ولا يخلو أي حزب من الأحزاب، سواء كان عريقا في الممارسة السياسية، مثل حزب الاستقلال، أو جديدا مثل حزب الأصالة والمعاصرة، من تجاذبات او اختلافات في الرؤى والتصورات، بل وينطبق الحال حتى وسط الأحزاب التي تلوح دائما باعتماد الديمقراطية الداخلية، كمنهجية للاختيار في مثل هذه المحطات، مثل حزب العدالة والتنمية وغيره .

chbat1

ومن أخبار الخلافات الداخلية التي اجتازت أسوار   مقر حزب الاستقلال في ساحة باب الأحد بمدينة الرباط، ووصلت إلى اعمدة الصحافة، صراع حميد شباط، الأمين العام وأحد القياديين البارزين، حيث تتجه اللجنة التنفيذية لحزب ” الميزان”،  في اجتماعها بعد غد الجمعة إلى تجميد عضوية محمد سعود، في انتظار قرار طرده بعد الانتخابات.

وجاء هذا التطور، عقب مايعتبره مناصرو شباط تهجما عليه من طرف سعود الراغب في الترشح في مدينة طنجة، بعد اتهامه  لزعيم الحزب ب”بيع التزكيات الانتخابية،” وهو اتهام خطير،  وأكثر من ذلك هدده بمنافسته في الترشح ضده في المؤتمر المقبل.

ويستغرب  الاستقلاليون لإطلاق هذه  ” النيران الصديقة” من سعود، الذي كان حتى الأمس، من أقرب المقربين لشباط، الذي يقال إنه هو الذي كان يدفع به إلى الواجهة على مستوى القيادة، قبل أن تسوء الأمور بينهما إلى هذا المستوى من الحدة في الصراع.

ben1

عبد الإله بنكيران، الأمين العام  لحزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر الزعيم الحزبي الوحيد، الذي أعلن عن نفسه مرشحا للانتخابات، رغم الأصوات المعارضة لذلك، باعتباره رئيس اللجنة الوطنية المشرفة على تشريعيات 7 اكتوبر، لم يسلم هو الآخر  من بعض المتاعب، ومن آخرها، توصله باستقالة جماعية لأعضاء من حزبه في مدينة سلا، التي ينوي خوض النزال الانتخابي فيها، إضافة إلى أن  لوائح الترشيح داخل حزبه مازالت محل تجاذب ونقاش واختلاف في الرأي.

ويبدو أن هذا هو حال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي وجد نفسه وسط خضم تيار يعترض على بعض الوجوه المتداولة على لوائح الترشيح، وخاصة بالنسبة لمرشحه في إقليم ورزازات، في جنوب البلاد.

nabil1

ومن أبرز المشكلات التي واجهت  اللجنة الوطنية للانتخابات، المنبثقة عن الحزب المذكور،  هو تعدد الترشيحات برسم الدائرة الانتخابية الواحدة، مما يصعب الحسم في الاختيار،  ولعل هذا  هو ما جعل رفاق نبيل بنعبد الله، في الاجتماع الأخير للمكتب السياسي، يلجأون إلى السعي لتلطيف الأجواء، بدعوى أن “التنافس بين المعنيين بهذا الاستحقاق أمر طبيعي ينم عن صحة الجسم السياسي ببلادنا وحيويته”، ويدعون  في بلاغ لهم، إلى ضرورة ” أن يتقيد الجميع بضوابط وأخلاقيات التنافس السياسي الشريف”.

3nsr1

أما المواجهة المفتوحة بين امحند العنصر، الامين العام لحزب الحركة والشعبية، والقيادي لحسن حداد، وزير السياحة، فقد اصبحت حديث الجميع،  ولم تعد حبيس ردهات مقر الحزب، بعد أن كثر  حولها القيل والقال.

وتعود أسباب هذه المواجهة بين الرجلين إلى اعتراض لجنة التزكيات الانتخابية التي يرأسها القيادي سعيد أمسكان، بدعم من العنصر، على ترشيح وزير  السياحة في الدائرة الانتخابية خريبكة، خاصة بعد أن دخل على الخط أيضا محمد مبديع، القيادي بالحزب، ووزير الوظيفة العمومية،  الذي يريد، منح هذه الدائرة لمرشح آخر  غير   حداد.

وحلقات هذا المسلسل الانتخابي  مازالت مستمرة، وتغري بالمتابعة، وغدا  نفتح ملفات أحزاب سياسية اخرى، حول  كيفية تدبيرها للخلافات الداخلية  الحاصلة بشأن التزكيات الانتخابية.