قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الجمعة 26 أكتوبر تأجيل الحسم في مقترحات تعديل صيغة مونديال الأندية وإحداث دوري للأمم، وشكل لجنة لدراستها، حسب ما صرح به الرئيس جاني إنفانتينو الداعم بقوة لهذه التعديلات المثيرة للجدل.
وأكد إنفانتينو في مؤتمر صحافي بعد اختتام اجتماع مجلس الفيفا في العاصمة الرواندية كيغالي، “اتخذنا قرارا بتشكيل لجنة لتعزيز مسار التشاور بخصوص كأس عالم للأندية معدلة ودوري عالمي للأمم”.
وأوضح أن اللجنة ستتقدم بـ”اقتراحات ملموسة” تعرض على الاجتماع المقبل للمجلس، والمقرر في مدينة ميامي الأميركية في شهر مارس. غير أن اقتراحات إنفانيتنو للتعديلات التي قال أنها ستوفر عائدات بمليارات الدولارات، لاقت انتقادات من أطراف متعددة اعتبرت أن جدول المباريات مزدحم بما فيه الكفاية ولا يتحمل إضافة مسابقات جديدة.
واشتدت الانتقادات الى درجة اتهام إنفانتينو، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ مطلع 2016، بالدفاع عن هذه التعديلات لتعزيز حظوظه بالفوز بولاية جديدة على رأس الفيفا في الانتخابات المقررة في يونيو 2019.
واعترض الاتحاد الأوروبي بشدة، ممثلا برئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، حسب ما أفادت به وكالة فرانس برس. و يبدو أن الاعتراض الأوروبي هو ما دفع إنفانتينو إلى تأجيل الحسم في التعديلات، حيت قال “أنا سعيد بالمساهمة اليوم في السلام على الصعيد العالمي اذا كان البعض يرون الأمر (التعديلات) دراماتيكية الى هذا الحد “.
وأضاف “الجميع متفق على أن كأس العالم للأندية يحتاج الى تعديل، الجميع في العالم … ولدى البعض اهتمامات مختلفة. لن نقرر اليوم حول كيف نقوم بالتعديلات، ثمة آراء مختلفة على طاولة البحث”. إلا أن رئيس الاتحاد الدولي، اعتبر أن “من واجب الفيفا تنظيم البطولات، لذا لا أفهم لماذا لا يمكننا الحديث عنها”.
ويهم اقتراح التعديلات رفع عدد المشاركين في كأس العالم للأندية من 7 الى 24 وإقامتها مرة كل أربعة أعوام بدلا من مرة سنويا. كما شمل الإقتراح خلق دوري عالمي للأمم كل عامين، مع وعد بعائدات من مستثمرين لهاتين المسابقتين تصل الى 25 مليار دولار على مدى 12 عاما، وتوزيعها على الأندية والاتحادات القارية.
ومن أبرز الداعمين للعرض، تشير بعض التقارير، “سوفت بنك” الياباني، الذي تعد السعودية من خلال صندوق الاستثمارات العامة، من المساهمين الرئيسيين فيه. الا أن إنفانتينو الذي لم يكشف هوية المستثمرين، شدد على عدم “انخراط أي صندوق استثماري أجنبي” فيه.
واعتبر رئيس الفيفا أنه من الأفضل أن يقوم الاتحاد الدولي بتنظيم بطولة توزع عائداتها على مختلف الأطراف، بدلا من أن تقوم الأندية الأوروبية الكبيرة بجولات صيفية تعود عليها حصرا بإيرادات ضخمة. وأشار في هذا الصدد “الجميع سعداء بالتنقل حول العالم لمحاولة جني أكبر قدر ممكن من الأموال. الهيئة الوحيدة في كرة القدم التي تقوم بأعمال التضامن والتنمية حول العالم هي الفيفا … ثمة مكان بالتأكيد لهذه المباريات، مباريات مثيرة للاهتمام بين الأندية، من دون إضافة (عبء) على جدول المباريات الدولية”.
غير أن مصدرا مقربا من الاتحاد الدولي أفاد لفرانس برس أنه “مساء أمس (الخميس) خلال المناقشات، هدد الويفا (الاتحاد الأوروبي) بالانسحاب، في حال إقرار التعديلات اليوم، ما أدى الى تراجع إنفانتينو وقبوله بتشكيل لجنة.
وتضمن اقتراح الفيفا لدوري الأمم مشاركة ثمانية منتخبات، علما أن الاتحاد الأوروبي أطلق هذه السنة النسخة الأولى من دوري الأمم على نطاق القارة، والتي تجمع منتخباتها وفق أربع مستويات، وتقام مبارياتها خلال فترة الاستراحة الدولية.