جرى مرة أخرى ضبط مسؤولين في جبهة “البوليساريو” الانفصالية متورطين في تحويل المساعدات الإنسانية الدولية، الموجهة إلى المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث تم العثور عليها داخل الأسواق الجزائرية، قبل أن يعلم بوجودها المعنيون الأصليون.
وانفجرت فضيحة الفساد الجديدة هذه، إثر العثور في أسواق الجزائر على دقيق الذرة من نوع “غوفيو” (Gofio)، الذي يستهلك على نطاق واسع في مخيمات تندوف، بفضل التبرعات المقدمة من طرف المنظمات غير الحكومية الإسبانية، في إطار المساعدات الغذائية.
وبدل أن تخصص لملئ بطون الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، تم تحويل هذه المساعدات الغذائية نحو الأسواق الجزائرية، ما يعتبر برهانا قاطعا على الفساد الذي يسود في تندوف، بتواطئ بين زعماء الجبهة الانفصالية، والمسؤوليين الجزائريين.
وسبق لمكتب مكافحة الغش في الاتحاد الأوروبي (OLAF) أن فتح تحقيقا دقيقا في الموضوع، أسفر خلال شهر يناير لسنة 2015، عن تقرير يورط جبهة “البوليساريو” وحليفتها الجزائر، في تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين في مخيمات تندوف.
وتمكن مكتب “OLAF” من تعقب النظام بأكمله، الذي وضعه زعماء “البوليساريو”، بتواطئ مع مسؤولين جزائريين، لتفريغ المساعدات الإنسانية الدولية في ميناء وهران، ثم توجيهها إلى البيع في الأسواق في كل من الجزائر وموريتانيا، وأيضا مالي.
ومع انفجار هذه الفضيحة الجديدة، تعالت الأصوات من جديد تطالب المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية لمحاسبة هذا الاستغلال الفاحش من قبل “البوليساريو” للصحراويين المحتجزين في تندوف.