يلقى العديد من المهاجرين من جنوب الصحراء حتفهم في بساتين الزيتون المحيطة بمدينة صفاقس، بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون بعد إشعال النار للتدفئة داخل خيمتيهم.
في ظل البؤس وانعدام الأفق اللذين يحيطان بهذه المخيمات العشوائية، يعمل طبيب مع خمس ممرضات مهاجرات، على معالجة ما يمكن علاجه من المهاجرين، فبالنسبة لهذا الفريق الطبي الصغير، فالرعاية الصحية تقتصر على ما يمكن تشخيصه بسماعة طبية وجهاز قياس ضغط الدم، وبعض الضمادات وأدوات لخياطة الجروح، وكل هذا بفضل مساعدات سرية نادرة الوصول يقدمها تونسيون ومهاجرون آخرون.
ويخشى الطبيب المتطوع من تزايد هذه الوفيات في المخيمات المؤقتة في بساتين الزيتون، لأن الليل بارد والمهاجرين يفتقرون إلى الأغطية للتدفئة.
وتقوم الشرطة بانتظام بتفكيك مخيمات المهاجرين في بساتين الزيتون، فيما يحاول المهاجرون الذين فقدوا ممتلكاتهم، تدفئة أنفسهم عن طريق إشعال النيران في الخيام التي يعاد نصبها على عجل.
ومنذ خطاب الرئيس قيس سعيد المعادي للأجانب في فبراير 2023، تعرض المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى للمضايقات في تونس، حيث تم منعهم من استئجار الشقق والعمل، واضطر العديد منهم إلى العيش في مخيمات حول مدينة صفاقس، دون الحصول على الاحتياجات الأساسية من الماء والغذاء والصرف الصحي.