بالرغم من كون البلدان الغربية تشتكي من التهديدات الإرهابية التي تواجهها، يبدو بلد مغاري في الجهة الجنوبية من المتوسط وهو يواجه هذا الخطر بمفرده، وإن توصل ببعض الدعم العسكري الذي يتساءل البعض عن مدى كونها كافيا، كما يتساءلون هل صارت تونس الجبهة المنسية هل صارت تونس الجبهة المنسية للحرب على الإرهاب؟
وكتب الباحث فرانسيس غيليس في مقال بأسبوعية The Arab Weekly، في مقال قام موقع “موند أفريك” بنقله إلى الفرنسية، أن التهديدات الإرهابية التي تحيط بتونس اليوم تهدد الديمقراطية الناشئة في هذا البلد.
هذا الخطر يتزامن مع واقع اقتصادي متأزم، يتسم بتراجع القطاعين الاقتصاديين الرئيسيين في البلاد، أولها السياحة التي ضربها الإرهاب في مقتل العام الماضي بعد هجمات شنتها عناصر إرهابية، وثانيها قطاع الفوسفاط الذي تراجع بسبب الاضطرابات الاجتماعية.
وساهم هذا الوضع الاقتصادي المتأزم في تراجع مستوى العيش وتبخر آمال جزء واسع من الشباب التونسي، ممن تفاءلوا بما قد تحمله الثورة من فرص عيش أفضل قبل خمس سنوات، في الحصول على عمل.
إقرأ أيضا: رئيس “الموساد” السابق يحمل الغرب مسؤولية الفوضى في ليبيا
ويرى فرانسيس غيليس أن هويات المسلحين الذين شاركوا في الهجوم على مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، تعكس المعضلات التي تعيشها تونس، مستشهدا بكون 60 من العناصر التي شاركت في الهجوم منحدرة من هذه المنطقة التي تعيش من تجارة التهريب التي تنشط على الحدود مع ليبيا.
رغم ذلك، تبقى تونس معتمدة على قوات الجيش وعناصر الحرس الوطني باعتبارها خط الدفاع الأول، التي بدأت تتمرس على كيفية مواجهة الإرهاب، للوقوف في وجه هذه التهديدات الأمنية غير المسبوقة.
خط الدفاع الثاني حسب الكاتب هو الجزائر، التي أصبحت بمثابة الأخ الأكبر لتونس، وهو ما يجعل أن التنسيق بين الجيش ومصالح المخابرات في البلدين تزايدت. داخل الجزائر تنشط عناصر موالية لتنظيم “داعش” في سلسلة جبال منطقة القبائل بالإضافة إلى تنظيم آخر أصغر بالقرب من الحدود التونسية شرق البلاد.
بيد أن دخول الجزائر في أزمة اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط، ووجود صراع لخلافة بوتفليقة داخل دواليب السلطة بالجزائر، يطرح التساؤل حول مدى قدرتها على مواجهة الخطر الإرهابي على حدودها المختلفة.
ويؤكد فرانسيس غيليس أن الجيش الجزائري يظل مع ذلك مسلحا ومدربا بطريقة جيدة بالرغم من فساد جنرالاته.
خط الدفاع الثالث بالنسبة لتونس، حسب الكاتب، يبقى رهينا بدعم الاتحاد الأوروبي، حيث تعول تونس على هذا الدعم. لكن انشغال الاتحاد الأوروبي بمشكل اللاجئين والمهاجرين، جعله يتعامل مع شمال إفريقيا وكأنها الجبهة المنسية.
ويعتقد فرانسيس غيليس أنه لأول مرة منذ خمسين سنة أصبحت مصالح الدول الأوروبية الرئيسية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا مرتبطة بصورة وثيقة بمصالح دول شمال إفريقيا.
وبالتالي ينبغي على الاتحاد الأوروبي العمل على أن تتفكك دول شمال إفريقيا التي تقع على الجهة الجنوبية من سواحلها، يقول فرانسيس غيليس.