غاب رئيس المخابرات العسكرية الجزائرية المحال على التقاعد الفريق محمد مدين، المعروف باسم “توفيق”، غاب عن محاكمة الجنرال عبد القادر آيت وعرابي المعروف باسم “حسان”.
وكان توفيق قد استدعي كشاهد في القضية التي يتابع فيها “حسان” بمجموعة من التهم من بينها تكوين عصابة (جماعة أشرار كما تسمى في الجزائر) والكذب بخصوص مخزون سلاح كان في حوزته إبان إشرافه على مصلحة مكافحة الإرهاب التي كانت تابعة للمخابرات.
وتم استدعاء “توفيق”، العسكري الذي كان له أكبر نفوذ داخل هرم السلطة في الجزائري، باعتباره مسؤولا عن جهاز المخابرات الذي كانت تتبع له مديرية مكافحة الإرهاب كما أن المراقبين يؤكدون أن آيت وعرابي كان من المقربين من الفريق محمد مدين.
إلى ذلك وصفت صحيفة “الخبر” الجزائرية محاكمة الجنرال “حسان” بأنه تؤشر لمرحلة جديدة في الجزائر يتم فيها متابعة الجنرالات.
هذا واكتسبت القضية اهتماما خاصا منذ توقيف “حسان” نهاية غشت الماضي خصوصا وأنها جاءت في سياق تميز بحملة إقالات لرؤوس أمنية كبيرة وإعادة لهيكلة جهاز المخابرات القوي كان مسك الختام فيها إحالة “توفيق” على التقاعد وتعيين الجنرال عثمان طرطاق مكانه.
وسيتعين انتظار ما ستتمخض عنه محاكمة حسان لمعرفة ما إذا كان عهد محاكمة الجنرالات في الجزائر سيليه تدشين مرحلة إدانتهم ولو لو يكن بسبب ما اقترفوه من جرائم في حق الشعب الجزائري إبان العشرية السوداء، بل في إطار الصراع الدائر بين أجنحة السلطة.
إقرأ أيضا: العجلاوي لـ”مشاهد 24″: “بنية النظام الجزائري لن تتغير بتنحية الفريق توفيق”