باحث ليبي يكتب في نيويورك تايمز: “لا تتخلوا عن ليبيا”

في مقال له بعنوان “لا تتخلو عن ليبيا”، كتب أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز،  الباحث الليبي كريم مزران، يقول إنه في الوقت الذي توجد فيه ليبيا في حاجة ماسة إلى المساعدة من حلفائها، تسارع أغلبية الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى إجلاء موظفي سفاراتها من البلاد.
في هذا المقال المنشور بجريدة “نيويورك تايمز” العريقة، اعتبر الكاتب أنه وبالرغم من المخاوف الأمنية لدى الدول الأجنبية بخصوص حماية تمثيلياتها الدبلوماسية، فإنه يتعين بقاء ممثلين لهاته الدول بليبيا والحفاظ على تواصلها مع القوى السياسية وعلى رأسها الإخوان المسلمين وتحالف القوى الوطنية وكذا قادة الميليشيات المتناحرة من الزنتان ومصراتة.
هاته الفصائل، التي يمكن تصنيفها حسب مزران، إلى إسلاميين ومعارضيهم، تتسبب في تعطل المسار السياسي وتوقف عجلة الاقتصاد الليبي، خصوصا بعدما تأزمت الأوضاع عقب الحملة التي قادها اللواء حفتر، والتي جمع فيها كل الإسلاميين في خندق واحد مما ساهم في تعميق حالة الاستقطاب السائدة في البلاد.
مرزان يرى أن قناعة حفتر والإسلاميين على السواء بتحقيق الانتصار العسكري حال دون جلوس الطرفين على طاولة المفاوضات، وهو ما يجعل المجتمع الدولي أمام مهمة القيام بدور وساطة، وإلا فإن الاقتتال سيستمر، خصوصا بعد فشل جهود الوساطة التي قادتها بعد القبائل وفي ظل العجز التام للحكومة في إرغام الأطراف المتصارعة على وقف الاقتتال.
ويعتقد الأستاذ بجامعة جونز هوبكنز، أنه بإمكان القوى الدولية تهديد القوى المتصارعة أو القيام بتدخل عسكري محدود من أجل إرغام المجموعات المسلحة على مغادرة طرابلس وبنغازي والكف عن استهداف المدنيين والمنشآت، ومن ثم قيام الأمم المتحدة بنشر قوات أممية من أجل حماية المدنيين.
كخطوة ثالثة، يقول كريم مزران، يتعين على الأمم المتحدة النزول بكل ثقلها من أجل قيادة مفاوضات تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وخارطة طريق من أجل نزع سلاح الميليشيات وإعادة الروح إلى الاقتصاد الليبي وعودة المسار الانتقالي بما فيه تمكين البرلمان المنتخب من عقد جلساته.
هذه الخطوات ستمكن، في نظر صاحب المقال، من خلق مناخ سيسمح ببدء حوار وطني شامل.
بيد أن الباحث الليبي يقر بأن العواصم الغربية لا يبدو أنها تحبذ فكرة تدخل عسكري في ليبيا بالرغم من فداحة الأوضاع هناك. هذا التحفظ يعزوه مزران بدرجة كبيرة إلى المخاوف من إثارة مشاعر الكراهية ضد الغرب بين أوساط الليبيين خصوصا بعد حادثة الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012.
ويرى الكاتب أن هاته المخاوف لا تستند على أساس صحيح وأن الليبيين يكنون الاحترام للولايات المتحدة بسبب دعم استقلال ليبيا في الأربعينيات من القرن الماضي ومعارضتهم لنظام القذافي وتقديم المساعدة للثوار خلال عام 2011.
ويختم الباحث الليبي مقاله بتذكير المجتمع الدولي أن من مصلحته الحرص على أمن وسلامة ليبيا، لأن الكارثة الإنسانية التي تشهدها البلاد حاليا من شأنها أن تتحول إلى مشكلة كبيرة في وجه أوروبا التي تعاني أصلا من تدفق كبير للمهاجرين الذي يعبرون التراب الليبي غير المراقب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سقوط ليبيا في أيدي ميليشيات متشددة سيشكل خطرا أمنيا على المنطقة والغرب من خلال تحول البلاد إلى ملاذ للتنظيمات الإرهابية التي سيكون من السهل عليها إطلاق عملياتها ضد أي أهداف حول العالم.

اقرأ أيضا

الحرب على ليبيا في 2011

نواب بريطانيون ينتقدون دور بلادهم في الحرب على ليبيا في 2011

اعتبر نواب بريطانيون بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الحرب على ليبيا في 2011 استندت إلى معلومات مخابراتية خاطئة ما عجل بانهيار ليبيا سياسيا واقتصاديا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *