بعد أن ربح المغرب الرهان السياسي بتنظيم تشريعيات 7 اكتوبر 2016، بشهادة عدد من الباحثين والمحللين السياسيين، اتجهت الأنظار حاليا نحو موعد جديد يكتسي هو الآخر أهمية قصوى، ويتعلق الأمر بكسب تحدي تنظيم ” كوب22″ بمراكش المقرر عقده خلال شهر نونبر المقبل.
آخر الأخبار القادمة من المدينة الحمراء، وحسب العديد من التقارير، تفيد أن المغرب ذهب بعيدا في اتجاه توفير كل الظروف اللوجستيكية لاحتضان أعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، التي سوف تستقطب أنظار العالم كله، بسبب حضور قادته وزعمائه، وأهمية جدول أعماله.
إنه ورش كبير دخله المغرب بطموح كبير وحماس قوي من أجل أن يثبت للعالم، أنه بلد يحترم التزاماته أمام المنتظم الدولي،وتبعا لذلك، من المقرر، وحسب ما هو مسطر في أجندته، أن يسلم قريبا، خلال الشهر الجاري، إلى منظمة الأمم المتحدة، القرية الجديدة التي تم تجهيزها في ضواحي المدينة الحمراء، خصيصا لاحتضان مؤتمر “كوب 22”.
المعالم الأولى تجلت في استقبال المدينة الحمراء، لقافلة من الحافلات التي تعتبر صديقة للبيئة، لكونها تعمل بالطاقة الكهربائية، وهي من الشكل الطويل الذي يضم حافلتين في حافلة واحدة، تم اسيرادها من الصين، وكانت بعض الإشكالات الإدارية قد صادفت العملية، قبل أن يتم التغلب عليها، ومعالجتها بالنجاعة اللازمة، ربحا للوقت، عقب المصادقة على إنشاء شركة للتنمية المحلية، ستتولى مواكبة المشروع.
وتعتبر عملية استيراد الحافلات الكهربائية من الصين إلى مراكش، من ثمار الاتفاقية التي تم التوقيع عليها، يوم 12 من شهر ماي الماضي، خلال الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى بكين على رأس وفد كبير، رفيع المستوى.
والذين يزورون مراكش هذه الأيام يلاحظون أن هناك لمسات من التجديد تم اضفاؤها على مظهرها العام، بعد أن تم تطهير شوارعها من كل الشوائب التي يمكن أن تخدش وجهها الحضاري والتاريخي، كعاصمة سياحية عالمية، مما منحها جمالية أخرى أكسبتها رونقا يجذب انتباه القادمين إليها من كل أنحاء العالم.
يذكر أن السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال قدم مؤخرا أمام الأمم المتحدة، عرضا تفصيليا حول الاستعدادات الجارية في المغرب، امنيا ولوجستيكيا لاستقبال قمة الأطراف في الاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.
للمزيد من التفاصيل: عمر هلال يقدم بالأمم المتحدة التحديات والجوانب اللوجيستيكية لـكوب 22